مقدرا (فَتَعالى) تعظم (عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٩٢) ه معه (قُلْ رَبِّ إِمَّا) فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة (تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ) (٩٣) من العذاب هو صادق بالقتل ببدر (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٩٤) فأهلك بهلاكهم (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ) (٩٥) (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي الخصلة من الصفح والإعراض عنهم (السَّيِّئَةَ) أذاهم إياك وهذا قبل الأمر بالقتال (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) (٩٦) ه أي يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ) أعتصم (بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) (٩٧) نزغاتهم بما يوسوسون به (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (٩٨) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء (حَتَّى) ابتدائية (إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) ورأى مقعده من النار
____________________________________
قوله : (قُلْ رَبِ) الخ ، هذا أمر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بكيفية دعاء يتخلص به من عذابهم وهو مجاب ، لأن الله ما أمره بدعاء إلا استجاب له. قوله : (إن ما) (تُرِيَنِّي) (إن) شرطية ، و (ما) زائدة ، و (تُرِيَنِّي) فعل الشرط ، والنون للوقاية ، والياء مفعول أول ، و (ما) مفعول ثان ، و (يُوعَدُونَ) صلة (ما) ، و (رَبِ) تأكيد للأول ، وقوله : (فَلا تَجْعَلْنِي) الخ ، جواب الشرط. قوله : (بالقتل ببدر) أي وهو الذي رآه بالفعل. قوله : (فأهلك بهلاكهم) أي لأن شؤم الظالم قد يعم غيره. إن قلت : إن رسول الله معصوم من جعله مع القوم الظالمين ، فكيف أمره الله بهذا الدعاء؟ أجيب : بأنه أمر بذلك اظهارا للعبودية ، وتواضعا لربه وتعظيما لأجره ، وليكون في جميع الأوقات ذاكرا لله تعالى.
قوله : (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ) الخ ، إن حرف توكيد ونصب ، ونا اسمها ، والجار والمجرور متعلق بقادرون ، و (ما) واقعة على العذاب ، وقادرون خبر إن ، واللام للابتداء زحلقت للخبر ، والمعنى : وإنا لقادرون على أن نريك العذاب الذي نعدهم به. قوله : (أي الخصلة) الخ ، أشار بذلك إلى أن التي صفة لموصوف محذوف ، وقوله : (من الصفح) الخ ، بيان للخصلة التي هي أحسن. قوله : (وهذا قبل الأمر بالقتال) أي فهو منسوخ ، ويحتمل أن المعنى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ولو في حال القتال ، كأن الله يقول : إذا قدرت عليهم فاصفح عنهم ، ولا تعاملهم بما كانوا يعاملونك به ، حينئذ فتكون الآية محكمة ، وقد حصل منه هذا الأمر عند فتح مكة.
قوله : (وَقُلْ رَبِ) أي في كل وقت ، لأن العصمة والحفظ من الشيطان أمرها عظيم جدا ، وهو وإن كان معصوما ، فالمقصود تعليم أمته ، واظهار الالتجاء لربه. قوله : (مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) جمع همزة وهي النخسة. قوله : (نزغاتهم) أي افساداتهم ، والمعنى اتحصن بك من وساوس الشيطان. قوله : (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِ) كرر ذلك للمبالغة والاعتناء بهذه الاستعاذة. قوله : (ابتدائية) أي تبتدأ بعدها الجمل ، اشارة إلى أن هذا الكلام منقطع عما قبله ، قصد به وصف حال الكافر بعد موته. قوله : (الجمع للتعظيم) جواب عما يقال : لم لم يقل رب ارجعني بالإفراد ، مع أن المخاطب واحد؟ وأجيب أيضا : بأن الواو لتكرير الطلب كأنه قال : ارجعن ارجعن ارجعن ، أو الجمع باعتبار الملائكة الذين يقبضون روحه ، كأنه استغاث بالله أولا ، ثم رجع إلى طلب الرجوع إلى الدنيا من الملائكة. قوله : (يكون) (فِيما تَرَكْتُ) أي بدلا عنه. قوله : (أي لا رجوع) أشار بذلك إلى أن (كَلَّا) هنا معناها النفي ، ومع ذلك فيها معنى