أقواما (بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) (٣٨) أي بين عاد وأصحاب الرس (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) في إقامة الحجة عليهم فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٣٩) أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم (وَلَقَدْ أَتَوْا) أي مرّ كفار مكة (عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ) مصدر ساء أي بالحجارة وهي عظمى قرى قوم لوط فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة (أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها) في سفرهم إلى الشام فيعتبرون؟ والاستفهام للتقرير (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ) يخافون (نُشُوراً) (٤٠) بعثا فلا يؤمنون (وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ) ما (يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) مهزوءا به يقولون (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) (٤١) في دعواه محتقرين له عن الرسالة (إِنْ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه (كادَ لَيُضِلُّنا) يصرفنا (عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) لصرفنا عنها ، قال تعالى (وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ) عيانا في الآخرة (مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٤٢) أخطأ طريقا أهم أم
____________________________________
قوله : (وَكُلًّا) منصوب بفعل محذوف يلاقي (ضَرَبْنا) في معناه ، تقديره وخوفنا كلا ضربنا له الأمثال ، والمعنى بينا لكل القصص العجيبة فلم يؤمنوا (فتّبرناهم تتبيرا) أي فتتناهم تفتيتا فجعلناهم كالتبر ، وهو قطع الذهب والفضة المفتتة. قوله : (مروا) أشار بذلك إلى أنه ضمن أتوا معنى مروا ، فعدي بعلى ، وإلا فأتى يتعدى بنفسه أو بإلى ، والمعنى : مروا في أسفارهم إلى الشام. قوله : (مصدر ساء) أي بحسب الأصل ، والمراد في الآية بالمطر السوء الرمي بالحجارة. قوله : (وهي عظمى قرى قوم لوط) أي واسمها سدوم ، وتقدم أن القرى خمسة ، وقيل إن أل في القرية للجنس فيشمل جميعها ، لأن الخسف ونزول الأحجار عم جميعها ، وقيل نجت منها واحدة كانت لا تعمل الخبائث. قوله : (يَرَوْنَها) أي يرون آثارها. قوله : (والاستفهام للتقرير) أي وهو حمل المخاطب على الإقرار بما يعرفه.
قوله : (بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً) أي كانوا كفارا لا يتوقعون نشورا ولا عاقبة ، فهو إضراب انتقالي من توبيخهم إلى ذكر بعض قبائحهم وهو عدم إيمانهم بالبعث وعدم خوفهم منه. قوله : (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ) جواب (إِذا). قوله : (إِلَّا هُزُواً) مفعول ثان ليتخذون ، وقوله : (مهزوءا به) أشار به إلى أن المصدر مؤول باسم المفعول ، لأن المفعول الثاني في الأصل خبر ، والمصدر لا يصح الإخبار به إلا بتأويل. قوله : (أَهذَا الَّذِي) الخ الجملة في محل نصب مقول لقول محذوف قدره المفسر. قوله : (في دعواه) (رَسُولاً) قدر ذلك دفعا لما يقال هم لا يعترفون برسالته ، فكيف يقولون ما ذكر؟ قوله : (لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا) أي بكثرة الأدلة والمعجزات. قوله : (لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) أي ثبتنا واستمسكنا بعبادتها. قوله : (قال تعالى) أي ردا لقولهم : (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا). قوله : (مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً مَنْ) اسم استفهام مبتدأ ، و (أَضَلُ) خبره ، و (سَبِيلاً) تمييز ، وقد أشار المفسر إلى ذلك بقوله : (أهم أم المؤمنون). قوله : (قدم المفعول الثاني) أي وقيل : لا تقديم ولا تأخير ، لاستوائهما في التعريف. قوله : (وجملة من) الخ ، أي بحسب الصورة ، وإلا فهي وصلتها في قوة المفرد. قوله : (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري.
قوله : (أَمْ تَحْسَبُ أَمْ) منقطعة تفسر ببل ، والهمزة والاستفهام فيها إنكاري. قوله : (أَنَ