تعبدونه (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) (١٢٦) برفع الثلاثة على إضمار هو ، وبنصبها على البدل من أحسن (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٢٧) في النار (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٢٨) أي المؤمنين منهم فإنهم نجوا منها (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (١٢٩) ثناء حسنا (سَلامٌ) منا (عَلى إِلْ ياسِينَ) (١٣٠) قيل هو إلياس المتقدم ذكره ، وقيل هو ومن آمن معه ، فجمعوا معه تغليبا ، كقولهم للملهب وقومه المهلبون ، وعلى قراءة آل ياسين بالمد أي أهله ، المراد به إلياس أيضا (إِنَّا كَذلِكَ) كما جزيناه (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (١٣١) (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (١٣٢) (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٣٣) اذكر (إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) (١٣٤) (إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ) (١٣٥) أي الباقين في العذاب (ثُمَّ دَمَّرْنَا) أهلكنا (الْآخَرِينَ) (١٣٦) كفار قومه (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم (مُصْبِحِينَ) (١٣٧) أي وقت الصباح يعني بالنهار (وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٣٨) يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبرون به (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (١٣٩) (إِذْ أَبَقَ)
____________________________________
غير روح. قوله : (برفع الثلاثة) إلخ ، أي والقراءتان سبعيتان. قوله : (فإنهم نجوا منها) أشار بذلك إلى أن الاستثناء من الواو في (لَمُحْضَرُونَ) كأنه قال : فكذبوه فإنهم لمحضرون ، إلا الذين تابوا من تكذيبهم وأخلصوا ، فإنهم غير محضرين. قوله : (قيل هو الياس المتقدم) أي وعليه فهو مفرد مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة ، وهي لغة ثانية فيه. قوله : (وقيل هو) إلخ ، أي وعليه ، فهو مجرور بالياء لكونه جمع مذكر سالما. قوله : (المراد به الياس) أي فأطلق الأول وأراد به ما يشمله وفومه المؤمنين به ، فتحصل أن في الآية ثلاث عبارات : الياس أولها ، وإلياسين وآل ياسين في آخرها ، وكلها سبعية.
قوله : (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) عطف على ما قبله ايضا ، عطف قصة على قصة. قوله : (اذكر) (إِذْ نَجَّيْناهُ) إلخ ، قدر المفسر (اذكر) إشار إلى أن الظرف متعلق بمحذوف ، ولم يجعله متعلقا بقوله : (الْمُرْسَلِينَ) لأنه يوهم أنه قبل النجاة لم يكن رسولا ، مع أنه رسول قبل النجاة وبعدها. قوله : (وَأَهْلَهُ) المراد بهم بنتاه. قوله : (إِلَّا عَجُوزاً) هي امرأته. قوله : (أي وقت الصباح) بيان لمعناه في الأصل ، وقوله : (يعني بالنهار) بيان للمراد منه ، وقوله : (بِاللَّيْلِ) عطف على (مُصْبِحِينَ) وهو حال أخرى. قوله : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير : أتشاهدون ذلك فلا تعقلون؟.
قوله : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) هو ابن متى ، وهو ابن العجوز التي نزل عليها الياس ، فاستخفى عندها من قومه ستة أشهر ، ويونس صبي يرضع ، وكانت أم يونس تخدمه بنفسها وتؤانسه ، ولا تدخر عنه كرامة تقدر عليها ، ثم إن الياس أذن له في السياحة فلحق بالجبال ، ومات يونس ابن المرأة ، فخرجت في أثر الياس ، تطوف وراءه في الجبال حتى وجدته ، فسألته أن يدعو الله لها ، لعله يحيي لها ولدها ، فجاء الياس إلى الصبي بعد أربعة عشر يوما مضت من موته ، فتوضأ وصلى ودعا الله ، فأحيا الله تعالى يونس بن متى بدعوة الياس عليهالسلام ، وأرسل الله يونس إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، وكانوا يعبدون الأصنام.