أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا ، بإنكار النبي والقرآن المؤدّي إلى هلاكهم اليسير (بَلْ) للانتقال من غرض إلى آخر ، وهو الإخبار بحاله وحالهم (عَجِبْتَ) بفتح التاء خطابا للنبي صلىاللهعليهوسلم ، أي من تكذيبهم إياك (وَ) هم (يَسْخَرُونَ) (١٢) من تعجبك (وَإِذا ذُكِّرُوا) وعظوا بالقرآن (لا يَذْكُرُونَ) (١٣) لا يتعظون (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) كانشقاق القمر (يَسْتَسْخِرُونَ) (١٤) يستهزئون بها (وَقالُوا) فيها (إِنْ) ما (هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (١٥) بيّن ، وقالوا منكرين البعث (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (١٦) في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين (أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ) (١٧) بسكون الواو عطفا بأو ، وبفتحها والهمزة للاستفهام ، والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون ، والفاصل همزة الاستفهام (قُلْ نَعَمْ) تبعثون (وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) (١٨) صاغرون (فَإِنَّما هِيَ) ضميره مبهم
____________________________________
بنفسه. قوله : (المعنى أن خلقهم) إلخ ، التفت المفسر إلى أنه توبيخ لهم على التكبر والعناد الذي منه إنكار البعث.
قوله : (بَلْ عَجِبْتَ) إضراب عن الأمر بالاستفتاء كأنه قال : لا تستفتهم فإنهم جاهلون معاندون ، لا منفعة في استفتائهم ، بل انظر إلى حالك وحالهم ، والمقصود منه تسليته صلىاللهعليهوسلم قوله : (بفتح التاء) أي وبضمها ، قراءتان سبعيتان ، وعلى الضم فالمتعجب الله تعالى ، ومعناه في حقه الغضب والمؤاخذة على حد (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) والمعنى يجازيهم على تكذيبهم إياك ، وقد يطلق التعجب في حق الله تعالى على الرضا والمحبة كما في الحديث : «عجب ربك من شاب ليس له صبوة». قوله : (و) (هم) (يَسْتَسْخِرُونَ) (من تعجبك) أي أو من تعجبي ، أي غضبي عليهم ومجازاتي لهم على كفرهم. قوله : (لا يتعظون) أي لقيام الغفلة بهم.
قوله : (أَإِذا مِتْنا) إلخ ، أصل الكلام : أنبعث إذا متنا ، وكنا ترابا وعظاما؟ قدموا الظرف ، وكرروا الهمزة ، وأخروا العامل ، وعدلوا به إلى الجملة الاسمية ، لقصد الدوام والاستمرار ، إشعارا بأنهم مبالغون في الإنكار. قوله : (وادخال ألف بينهما) أي وتركه ، فالقراءات أربع في كل موضع ، وبقي قراءتان سبعيتان أيضا : الأولى بألفين ، والثانية بواحدة ، والعكس ، وبسط تلك القراءات يعلم من كتبها. قوله : (وبفتحها) أي والقراءتان سبعيتان هنا ، وفي الواقعة ، وتقدم في الأعراف (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى). قوله : (للاستفهام) أي الإنكاري. قوله : (أو الضمير في لمبعوثون) أي على القراءة الثانية ، فيكون مبعوثون عاملا فيه أيضا ، إن قلت : إن ما بعد همزة الاستفهام ، لا يعمل فيه ما قبلها ، فكان الأولى أن يجعل مبتدأ خبره محذوف تقديره أو آباؤنا يبعثون. أجيب : بأنها مؤكدة للأولى ، لا مقصودة بالاستقبال ، فالعبرة بتقديم المؤكد لا المؤكد. قوله : (والفاصل) أي بين المعطوف عليه ، وهو ضمير الرفع المستتر ، وبين المعطوف وهو (آباؤُنَا) ، فتحصل أنه على قراءة سكون الواو ، ويتعين العطف على محل إن واسمها لا غير ، وعلى قراءة فتحها يجوز هذا الوجه ، ويجوز كونه معطوفا على الضمير المستتر في (لَمَبْعُوثُونَ) ويكفي الفصل بهمزة الاستفهام ، على حد قول ابن مالك ، أو فاصل ما. قوله : (وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) الجملة