(يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) بالهمز وتركه اسمان أعجميان لقبيلتين ويقدر قبله مضاف أي سدهما ، وذلك قرب القيامة (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) مرتفع من الأرض (يَنْسِلُونَ) (٩٦) يسرعون (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) أي يوم القيامة (فَإِذا هِيَ) أي القصة (شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) في ذلك اليوم لشدته يقولون (يا) للتنبيه (وَيْلَنا) هلاكنا (قَدْ كُنَّا) في الدنيا (فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم (بَلْ كُنَّا
____________________________________
يوم؟ قال : لا أقدر له قدره ، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ، فينزل عيسى على منارة بني أمية شرقي دمشق ، عليه حلتان همصرتان فيقتله ، ثم يخرج يأجوج ومأجوج من السد ، فيحصل للخلق جدب عظيم ، حتى تكون رأس الثور خيرا من مائة دينارا ، ثم يدعو الله عيسى ، فيرسل الله عزوجل النغف في رقابهم فيهلكون جميعا فتملأ رممهم وجيفهم الأرض ، فيدعو الله عيسى ، فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا ، فيغسل الأرض من آثارهم ، ثم يقول الله للأرض : أنبتي ثمرك ، فيكثر الرزق جدا ، ويستقيم الحال لعيسى والمؤمنين ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله عليهم ريحا لينة ، تقبض روح كل مؤمن ومسلم ، وتبقي شرار الناس يتهارجون في الأرض كتهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة ، وبين موت عيسى والنفخة الأولى ، مائة وعشرون سنة ، لكن السنة بقدر شهر كما أن الشهر بقدر جمعة ، والجمعة بقدر يوم ، واليوم بقدر ساعة ، فيكون بين عيسى والنفخة الأولى قدر ثنتي عشرة سنة من السنين المعتادة ، وفي الحديث : «لا تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم». قوله : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) أي يأجوج ومأجوج ، ينتشرون في الأرض ، ويسرعون فيها من كل مرتفع من الأرض.
قوله : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ) عطف على (فُتِحَتْ). قوله : (أي للقصة) أشار بذلك إلى أن الضمير للقصة ، و (شاخِصَةٌ) خبر مقدم ، و (أَبْصارُ) مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر (هِيَ) والتعقيب عرفي ، لأن التفاوت القليل كالعد ، فاندفع ما يقال إنه رتب الشخوص على فتح السد ، واقتراب الساعة مع الشخوص ، لا يوجد إلا مع القيامة. قوله : (يقولون) (يا وَيْلَنا) أشار بذلك إلى أن (يا وَيْلَنا) مقول لقول محذوف. قوله : (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) إضراب عن قولهم (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ) لعله ينفعهم الإقرار بالذنب فلا ينفعهم. قوله : (من الأوثان) خصها بالذكر لأنها كانت معظم معبوداتهم ، وإلا فالشمس والقمر يصيران ثورين عقيرين في النار. قوله : (وقودها) أي وسمي حصبا ، لأنه يرمى بهم فيها كما ترمى الحصباء.
قوله : (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً) الخ ، تبكيت عليهم. قوله : (زَفِيرٌ) أي أنين وتنفس شديد. قوله : (لشدة غليانها) أي فعدم سماعهم لشدة غليان النار عليهم لما ورد : إذا بقي من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخرى ، ثم تلك التوابيت في توابيت أخرى عليها مسامير من نار ، فلا يسمعون ولا يرى أحد منهم أن في النار أحدا يعذب غيره. قوله : (ونزل لما قال ابن الزبعرى) الخ ، حاصل ذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم ، وحول الكعبة ثلاثمائة