زائدة (أَوْلِياءَ) يحفظونكم منه (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (١١٣) تمنعون من عذابه (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) الغداة والعشي أي الصبح والظهر والعصر (وَزُلَفاً) جمع زلفة أي طائفة (مِنَ اللَّيْلِ) أي المغرب والعشاء (إِنَّ الْحَسَناتِ) كالصلوات الخمس (يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) الذنوب الصغائر. نزلت فيمن قبل أجنبية فأخبره صلىاللهعليهوسلم فقال : ألي هذا؟ فقال : «لجميع أمتى كلهم» رواه الشيخان (ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (١١٤) عظة للمنعظين (وَاصْبِرْ) يا محمد على أذى قومك أو على الصلاة (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١١٥) بالصبر على الطاعة (فَلَوْ لا) فهلا (كانَ مِنَ الْقُرُونِ) الأمم الماضية (مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ) أصحاب دين وفضل (يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ) المراد به النفي أي ما كان فيهم ذلك (إِلَّا) لكن (قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ) نهوا فنجوا ومن
____________________________________
يحشر مع من أحب. قوله : (يحفظونكم منه) أي من عذاب النار.
قوله : (طَرَفَيِ النَّهارِ) منصوب على الظرفية ، لإضافته إلى الظرف. قوله : (الغداة والعشي) تفسير للطرفين. قوله : (أي الصبح) راجع للغداة ، وقوله : (والظهر والعصر) راجع للعشي. قوله : (وَزُلَفاً) بضم ففتح كغرف ، وقوله : (جمع زلفة) أي كغرفة.
قوله : (الْحَسَناتِ) أي الواجبة أو المندوبة. قوله : (نزلت فيمن قبل أجنبية) أي وهو أبو اليسر ، قال : اتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت لها : إن في البيت تمرا أطيب من هذا ، فدخلت معي البيت فقبلتها ، فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا ، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتب ولا تخبر أحدا ، فلم أصبر حتى أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكرت ذلك له فقال : أخنت رجلا غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا ، وأطرق طويلا حتى أوحي إليه (وَأَقِمِ الصَّلاةَ) إلى (الذَّاكِرِينَ) ، فقرأها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : ألي هذا خاصة أم للناس عامة؟ فقال : بل للناس عامة. قوله : (ذلِكَ) أي المذكور من الأمر بالاستقامة وما بعده. قوله : (وَاصْبِرْ) أي ولا تنزعج من قومك. قوله : (فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) أي بل يعطيهم فوق ما يطلبون.
قوله : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ) إلخ ، لما بيّن سبحانه وتعالى ما حل بالأمم الماضية من عذاب الاستئصال ، بيّن هنا أن السبب في ذلك أمران ، الأول : عدم وجود من ينهى عن الفساد. الثاني : عدم رجوعهم عما هم فيه. قوله : (فهلا) أفاد المفسر أن لو لا تحضيضية ، والمراد بها النفي. قوله : (مِنْ قَبْلِكُمْ) الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة للقرون ، و (أُولُوا) ، فاعل كان ، وقوله : (مِنَ الْقُرُونِ) حال من فاعل (كانَ). قوله : (أصحاب دين وفضل) أي وسموا (أُولُوا بَقِيَّةٍ) لأن أهل البقاء بربهم لا يتحولون عما هم عليه من الدين والصلاح ، فلهم البقاء والنجاة من الهلاك. قوله : (والمراد به) أي بالتحضيض المستفاد من لو لا. قوله : (إِلَّا قَلِيلاً) هذا استثناء منقطع ، ولذا عبر المفسر بلكن ، فالمستثنى منه القرون المهلكة بالعذاب ، لعدم نهيهم عن المنكر ، والمستثنى من انجاء الله من العذاب ، بسبب أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.