أخرجنا من المدينة. فبعث بهم الى ابل الصدقة يشربون من ... البانها ، فلما برأوا واشتدوا قتلوا ثلاثة ممن كان في الابل [واستاقوها].
فبلغ الخبر رسول الله فبعث إليهم عليا عليهالسلام [مع جمع ، وكانوا] في واد قد تحيّروا ليس يقدرون أن يخرجوا منه ... فأسرهم وجاء بهم الى رسول الله ، فنزلت الآية : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ...)(١) فاختار رسول الله القطع ، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (٢).
وروى القاضي في «دعائم الاسلام» عنه عليهالسلام عن جده أمير المؤمنين حكى ذلك الى أن قال : فأرسلني في طلبهم ، فلحقت بهم ... وهم في واد قد ولجوا فيه ليس يقدرون على الخروج منه ، فأخذتهم وجئت بهم الى رسول الله ، فتلى عليهم هذه الآية : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) ثم قال : القطع القطع ، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (٣).
ونقل الطوسي في «التبيان» عن قتادة والسدّي وسعيد بن جبير وعن أنس ابن مالك : أن الآية نزلت في العرنيين والعكليين حين ارتدوا وأفسدوا في الارض ، فأخذهم النبي صلىاللهعليهوآله وقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف (٤).
__________________
(١) المائدة : ٣٣. هذا ، والمعروف أنها آخر سورة نزلت من القرآن الكريم.
ولعله لهذا ذهب الضحاك عن ابن عباس الى أن الآية نزلت في قوم كان بينهم وبين النبي موادعة فنقضوا العهد وأفسدوا في الارض ، فخيّر الله نبيه في ما ذكر في الآية. كما في التبيان ٣ : ٥٠٥ ، وعنه في مجمع البيان ٣ : ٢٩١. وعليه فلا يصدق ما يروى أنه صلىاللهعليهوآله سمل اعينهم ثم نزلت الآية فنهى عن المثلة بعد ذلك بل يصحّ انّه كان ينهى عن المثلة قبل نزول الآية في أواخر عهده صلىاللهعليهوآله.
(٢) فروع الكافي ٧ : ٢٤٥ ، ح ١ ، ورواه العياشي في تفسيره ١ : ٣١٤ ، ح ٩٠.
(٣) دعائم الاسلام ٢ : ٤٧٦ ، ح ١٧١١.
(٤) التبيان ٣ : ٥٠٥.