النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً* الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً* ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(١).
وقال الطوسي في «التبيان» : إنّ زيدا جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله مخاصما زوجته زينب بنت جحش على أن يطلّقها ، فقال له : أمسكها ولا تطلّقها ووعظه ... وكان الله قد أمره أن يتزوّجها إذا طلّقها زيد ، وخشي هو من إظهار هذا للناس وأخفاه في نفسه ، فقال الله له : إن تركت إظهار هذا خشية الناس فترك إضماره من خشية الله أحقّ وأولى.
فلمّا طلّق زيد امرأته زينب أذن الله لنبيّه أن يتزوّجها ، وأراد بذلك نسخ ما كان عليه أهل الجاهليّة من تحريم زوجة الدّعي (٢).
وروى الطبرسي في «مجمع البيان» عن زين العابدين عليهالسلام قال :
إنّ الذي أخفاه في نفسه هو : أنّ الله سبحانه كان قد أعلمه أنّ زيدا سيطلّقها وأنّها ستكون من أزواجه. فلمّا جاء زيد وقال له : اريد أن اطلّق زينب وقال له : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) قال الله له : لم قلت : (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وقد أعلمتك أنّها ستكون من أزواجك؟! (٣).
وروى الصدوق في «عيون أخبار الرضا» عنه عليهالسلام قال : جاء زيد بن حارثة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال له : يا رسول الله ، إنّ امرأتي في خلقها سوء فأريد طلاقها!
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ١٩٤ والآية من سورة الأحزاب : ٣٧ ـ ٤٠.
(٢) التبيان ٨ : ٣٤٤ و ٣٤٥.
(٣) مجمع البيان ٨ : ٥٦٤.