__________________
ـ والثلاثاء والأربعاء.
ومرّ به معبد بن أبي معبد الخزاعي وهو مشرك فقال لرسول الله : يا محمّد ، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك ، ولوددنا أن الله عافاك فيهم.
ثمّ خرج ورسول الله بحمراء الأسد ، حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالرّوحاء.
فلمّا رأى أبو سفيان معبدا قال له : ما وراءك يا معبد؟
قال : محمّد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط ، يتحرّقون عليكم تحرّقا ، قد اجتمع معه من كان تخلّف عنه في يومكم ، وندموا على ما ضيّعوا ، فيهم من الحنق عليكم ، شيء لم أر مثله قط!
قال أبو سفيان : ويحك ما تقول؟ قال : والله ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصي الخيل!
قال : لقد أجمعنا الكرّة عليهم لنستأصل بقيّتهم! قال : فإنّي أنهاك عن ذلك! ولقد حملني ما رأيت على أن قلت فيهم شعرا. قال : وما قلت؟ قال : قلت : (الأبيات) فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ـ ٣ : ١٠٦ ـ ١٠٩.
وروى ابن هشام عن أبي عبيدة : أنّ أبا سفيان لمّا انصرف من احد وأراد الرجوع إلى المدينة ليستأصل بقيّة أصحاب رسول الله ، قال له صفوان بن اميّة : إنّ القوم قد حربوا ، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان ، فارجعوا ، فرجعوا ـ ٣ : ١١٠.
ومرّ به ركب من عبد القيس ، قال لهم : أين تريدون؟ قالوا : نريد المدينة. قال : ولم؟ قالوا : نريد الميرة. قال : فهل أنتم مبلّغون عنّي محمّدا رسالة ارسلكم بها إليه؟ واحمّل لكم هذه (العير) غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها؟ قالوا : نعم. قال : فإذا وافيتموه فأخبروه : أنّا قد أجمعنا المسير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيّتهم.
فمرّ الركب برسول الله وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ، فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل ... وقال : والذي نفسي بيده لقد سوّمت لهم حجارة لو صبحوا بها لكانوا