فقام سعد بن معاذ ؛ من الأوس فقال : يا رسول الله ، ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الأصنام ، فكيف يطمعون فينا وأنت فينا؟! لا ، حتى نخرج إليهم فنقاتلهم ، فمن قتل منا كان شهيدا ، ومن نجى منّا كان قد جاهد في سبيل الله (١).
__________________
ـ وقال الواقدي : ورأى رسول الله أن لا يخرج من المدينة ، وكان يحب أن يوافق على مثل ما رأى وعبر عليه الرؤيا ، وقال : أشيروا عليّ. فقام عبد الله بن ابيّ فقال : يا رسول الله ، كنا نقاتل في الجاهلية فيها ونجعل النساء والذراري في هذه الصياصي ونجعل معهم الحجارة ، وترمي المرأة والصبيّ من فوق الصياصي والآطام ، ونقاتل بأسيافنا في السكك.
يا رسول الله ، إن مدينتنا عذراء ، ما فضت علينا قط ، وما خرجنا الى عدو قط الا أصاب منا ، وما دخل علينا قط الا أصبناه. فدعهم يا رسول الله ، فانهم إن أقاموا أقاموا بشرّ محبس ، وان رجعوا رجعوا خائبين مغلوبين لم ينالوا خيرا.
يا رسول الله ، أطعني في هذا الأمر واعلم أني ورثت هذا الرأي من أكابر قومي وأهل الرأي منهم ، فهم كانوا أهل الحرب والتجربة. وكان ذلك رأي اكابر أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ١ : ٢٠٩ ، ٢١٠.
(١) تفسير القمي ١ : ١١١. وفي مغازي الواقدي ١ : ٢١٠ : وقال رجال من أهل السنّ وأهل النية منهم سعد بن عبادة : إنا نخشى ـ يا رسول الله ـ أن يظنّ عدوّنا أنا كرهنا الخروج إليهم جبنا عن لقائهم فيكون هذا جرأة منهم علينا ، وقد كنت يوم بدر في ثلاثمائة رجل فظفّرك الله عليهم ، ونحن اليوم بشر كثير ، قد كنّا نتمنّى هذا اليوم وندعو الله به ، فقد ساقه الله إلينا في ساحتنا.
وقال مالك بن سنان الخدري ابو (أبي سعيد) : يا رسول الله ، نحن والله بين احدى الحسنيين : إما أن يظفّرنا الله بهم فهذا الذي نريد ، فيذلّهم الله لنا فتكون هذه وقعة مع وقعة بدر فلا يبقى منهم الا الشريد ، والاخرى ـ يا رسول الله ـ : يرزقنا الله الشهادة ، والله ـ يا