الله ، ولهم الذرية والنساء (١) فلما نزلوا وفتحوا حصنهم ، قبض محمد بن مسلمة أموالهم (٢) وأمر رسول الله المنذر بن قدامة السلمي أن يربطهم ، فكانوا يكتّفون كتافا.
فوثب ابن أبيّ الى النبي صلىاللهعليهوآله فأدخل يده في جيب درعه من خلفه وقال : يا محمد! أحسن الى مواليّ!
فتغيّر وجه النبيّ وأقبل عليه مغضبا وقال له : ويلك أرسلني!
فقال : لا ارسلك حتى تحسن في مواليّ ، أربعمائة دارع وثلاثمائة حاسر (٣) منعوني يوم بعاث ويوم الحدائق من الأحمر والأسود تريد أن تحصدهم في غداة واحدة؟! إني والله امرؤ أخشى الدوائر (٤) ، فلما تكلم ابن أبيّ فيهم تركهم رسول
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ١٨٠.
(٢) مغازي الواقدي ١ : ١٧٨.
(٣) وفي ابن هشام عن ابن اسحاق : أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع ٣ : ٥٢.
(٤) وفيه نزل بعد ذلك قوله : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ) ، المائدة : ٥٢. وقد روى ابن اسحاق عن أبيه عن عبادة بن الوليد ابن عبادة بن الصامت عن أبيه الوليد : أنّ بني قينقاع لمّا حاربت رسول الله مشى أبوه عبادة ابن الصامت إلى رسول الله فخلعهم من حلفه وتبرّأ إليه منه ، ففيه وفي عبد الله بن ابي نزلت من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الى قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) سيرة ابن هشام ٢ : ٥٢ ، ٥٣ وهذا في ذيله وشموله لآية الولاية والزكاة في الركوع معارض بالكثير الكثير من الحديث بشأن نزول الآية بسبب تصدق علي أمير