السعة ، بل إنّما هو مختصّ لخصوص ذات المتلبّس المتذكّر بالعلم في قبال من نسي علمه وانقضى عنه المبدأ.
وملخّص الكلام في عبارة اخرى : أنّ المراد من الحال المأخوذ في عنوان المسألة ليس زمن النطق يقينا ، ضرورة عدم دلالة الأوصاف المشتقّة عليه ولا على غيره من الماضي أو المستقبل لا بنحو الجزئيّة ولا بنحو القيديّة ، فحالها من هذه الجهة كحال أسماء الأجناس من الجمادات وغيرها ، فكما أنّها لا تدلّ على زمان خاصّ ، فكذلك هذه المشتقّات ، ولأجل ذلك لا مجاز في قولك : (زيد كان قائما بالأمس) أو (زيد سيكون ضاربا) وأمثال ذلك ، نظير عدم كونه من باب المجاز في قولنا : (زيد كان إنسانا) أو (سيكون ترابا) إلى غير ذلك ، فلو كان زمن النطق داخلا في مفهومها لزم التجوّز في جميع تلك الاستعمالات والأمثلة المتقدّمة لا محالة بالقطع واليقين.
كما لا دلالة فيها على أحد الأزمنة الثلاثة أيضا ، إذ من الواضحات أنّ تلك الأوصاف كما تستند إلى الزمانيات ، كذلك تستند إلى نفس الزمان وإلى ما فوقه من خالق الزمان من المجرّدات ، مع أنّه لا يعقل أن يكون للزمان زمانا ، وكذا للمجرّدات. فالإطلاق والاستعمال والإسناد في جميع تلك الأمثلة يكون على حدّ سواء ونسق واحد ، ولو كان خصوص زمان أو أحد الأزمنة داخلا في مفهومها لكان إسنادها إلى نفس الزمان وما فوقه محتاجا إلى لحاظ عناية وتجريد.
نعم إذا استند إلى الزمانيات تدلّ على أنّ تلبّس الذات بالمبدإ واقع في أحد الأزمنة بالظهور الاستعمالي ، كما تقدّم ، ولكن ذلك الظهور غير مربوط بأخذ الزمان في مفهومها بالوضع جزءا أو قيدا.
وبعبارة اخرى : هذه الدلالة إنّما تكون مربوطة من ناحية أنّ قيام الفعل