إن من لوازم الخلافة كون الخليفة من المهاجرين الأولين ، ومن الواضح أن العباس ليس من المهاجرين الأولين ، بل إنه هاجر قبل الفتح بقليل ... قال الحافظ ابن حجر بترجمته : « وكان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة وحضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم ، وشهد بدرا مع المشركين فأسر ، فافتدى نفسه وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب فرجع الى مكة فيقال : إنه أسلم وكتم من قومه ذلك ، وصار يكتب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بالأخبار ، ثم هاجر قبل الفتح بقليل وشهد الفتح وثبت يوم حنين » (١).
وأما أن كون الخليفة من المهاجرين الأولين فهو أمر مسلّم ، وقد صرح به شاه ولي الله في ( إزالة الخفا ).
وقد ذكر شاه ولي الله الدهلوي كذلك لزوم كون الخليفة ممن حضر غزوة الحديبية ، وممن حضر نزول سورة النور ، وممن شهد المشاهد العظيمة كغزوة بدر وغيرها ، وقد استفاد هذه الشروط من الأدلة من القرآن والسنة ...
ومن المعلوم أن العباس لم يشهد بدرا وغيرها مما ذكر ، لأنه هاجر قبل الفتح بقليل ـ كما تقدم عن ابن حجر ـ وقد وقعت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة (٢) وفتح مكة في السنة الثامنة ، بل تقدّم أن العباس من أسارى بدر.
__________________
(١) الاصابة ٢ / ٢٧١.
(٢) تاريخ الخميس ١ / ٣٦٥.