وتفضيل الجماعة المذكورين على العباس مجرد دعوى بلا نص ولا أساس ، وتحكم من الناصبي الأعور ذي التلبيس والوسواس » (١).
قال شاه ولي الله الدهلوي في ( إزالة الخفا ) : « أخرج الطبراني في الصغير من حديث أبي هند يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي الكوفي بالكوفة فقال : حدّثنا عمي محمّد بن جعفر بن عبد الجبار قال :
حدّثني سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار عن أمه أم يحيى عن وائل حديثا طويلا في قصة وفوده على النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ثم رجوعه إلى وطنه ثم اعتزاله الناس في فتنة عثمان ثم قدومه على معاوية ، فقال له معاوية :
فما منعك من نصرنا وقد اتّخذك عثمان ثقة وصهرا؟
قلت : إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك.
قال : وكيف يكون أحق بعثمان مني وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟!
قلت : إن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان آخى بين علي وعثمان ، فالأخ أولى من ابن العم ولست أقاتل المهاجرين.
قال : أولسنا مهاجرين؟
قلت : أولسنا قد اعتزلنا كما جميعا؟! ... ».
وعلى ضوء ما ذكر هذا الصحابي ـ حيث زعم أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قد آخى بين أمير المؤمنين وعثمان ـ من أن الأخ أولى من ابن العم فيكون أمير المؤمنين عليهالسلام أولى بعثمان من معاوية نقول : إن أمير المؤمنين أولى بالنبي من عمه العباس ، لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم اختار عليا للاخوة يوم عقد المؤاخاة كما في الأحاديث الكثيرة.
__________________
(١) التوضيح الأنور في الرد على الأعور ـ مخطوط.