ويذكر أنّ للبطّ أي شق الورم ، فوائد منها إخراج المادة المفسدة ، ومنع تجمع مواد أخرى تؤذيها وتقوّيها.
قيل إنّ قوما مرّوا بشجرة فأكلوا منها ، فكأنّما مرّت بهم ريح فأجمدتهم ، فقال النبي : «قرّسوا الماء في الشنان ، وصبّوا عليهم فيما بين الآذانين». (قرّسوا الماء أي برّدوه) (الشنان هي القرب).
إن هذا العلاج جيد في بلاد حارة كبلاد الحجاز ، وصبّ الماء في الوقت المذكور على لسان النبي هو أبرد أوقات اليوم ، ممّا يقوي القوّة الدافعة في البدن.
قيل عن النبي أنّه قال : «لا تديموا النظر إلى أهل البلاء والمجذومين ، فإن ذلك يحزنهم ، ولا تدخلوا عليهم ، وإذا مررتم بهم فأسرعوا المشي لا يصيبكم ما أصابهم».
إنّ الجذام ـ البرص ـ من العلل المعدية ، والمجذوم والمسلول يسقم برائحته ، ومن شفقة النبي محمد على الأمّة ونصحه لهم ، نهاهم عن الأسباب التي تعرّضهم للإصابة بالعدوى ، واليوم ينصح الأطباء بعدم مجالسة المجذوم أو المسلول.
هدي الرسول في علاج الرمد
الرمد ، ورم يصيب الطبقة الملتحمة من العين وهو بياضها الظاهر.
ورد في الأخبار أنّ النبي حمى عليا من تناول الرطب لمّا أصابه الرمد ، وحمى صهيبا من التمر وهو مصاب بالرمد ، وذكر كذلك : «أنه إذا رمدت عين امرأة من نساء النبي ، لم يأتها حتى تبرأ عينها».
تحدّث القدماء ، أنه كما يرتفع من الأرض إلى الجو بخاران ، أحدهما جاف والآخر رطب ، ينعقدان سحابا متراكما ، كذلك يرتفع من قعر المعدة إلى منتهاها مثل ذلك ، فيمنعان النظر ويتولد عنهما علل شتى ، فإن قويت مناعة الجسد ـ قوته ـ على ذلك :