إنّ علاج الصداع يكون بمداواة الأسباب.
هدي النبي في معالجة عرق النسا ، هو : إلية شاة إعرابية تذاب ، ثم تجزّأ ثلاثة أجزاء ، وتشرب على الريق ، في كل يوم جزء.
لما ذا إلية شاة إعرابية؟
لأنها ترعى أعشاب الصحراء الحارة كالشيح والقيصوم.
عرق النسا ، سمّي كذلك لأنّ ألمه ينسي ما سواه ، وهو يبتدئ من مفصل الورك وينزل من خلف على الفخذ وربما امتدّ على الكعب ، وكلّما طالت مدّته زاد نزوله ويهزل معه الرجل والفخذ ، وهذا الوجع يصيب الرجال والنساء على حد سواء ، آلامه حادة تبدأ عادة في أسفل العمود الفقري ممتدا إلى إحدى الإليتين ثم الجزء الخلفي من الفخذ ، وخير علاج له الراحة التامّة على الظهر لمدة أقلّها أسبوعان.
الجروح ، ورد في الصحيحين : «يوم أحد ، جرح الرسول في وجهه ... وكانت فاطمة ابنة الرسول تغسل الدم ، .... فلما رأت فاطمة أنّ الدم لا يزيد إلّا كثرة ، أخذت قطعة حصير فأحرقتها ، حتى إذا صارت رمادا ، ألصقته بالجرح ، فاستمسك الدم».
يتبيّن من هذا أنّ لرماد الحصير المصنوع من البردى ، فعل قوي في حبس الدم ، وقال ابن سينا في قانونه : «البردى ينفع من النزف ويمنعه ويذر على الجراحات الطرية فيدملها».
الأورام ، وصف العرب القدماء الورم بأنّه خليط مواد غير طبيعية ، وإذا التهب الورم صار خراجا مع تكوّن مادة قيحية ، ويخاف على تلوث المادة في الورم وفساد العضو إذا طالت مدّة شفاء الورم ، ويفضّل إخراج المادة القيحية الرديئة والمفسدة للعضو وذلك عن طريق البطّ ، أي شق الورم.
يروى عن الإمام علي أنّه قال : «دخلت مع رسول الله على رجل يعوده ، بظهره ورم» فقالوا : يا رسول الله ، بهذه مدّه ، قال : «بطّوا عنه» ، قال علي : «فما برحت حتى بطّت ، والنبي شاهد».