«كان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره ، ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ، ويعود المرضى ، ويقبل عذر المعتذر ، ويبدأ من لقيه بالسلام ، ويبدأ أصحابه بالمصافحة ... وكان أطيب الناس نفسا وأكثرهم تبسما ، وكان يطهّر ثوبه ويرقعه ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعقل البعير ، ويأكل مع الخادم ويقضي حاجة الضعيف والبائس والمسكين».
«كذلك شملت رحمته كل ما اتصل بها ، وأظلّت كل من كان بحاجة إلى تفيؤ ظلالها» ، كان محمد المثل الأعلى في العطاء ، وكان شديد الزهد في الحياة ، تمثّل زهده في الطعام واللباس ، تناول الأطعمة البسيطة مثل (خبز الشعير والسّويق والتمر ...) ، لقد عانى الجوع ، رغم أنّه كان باستطاعته أن ينال من الطعام أطيبه ، كذلك كان زهده في اللباس ، «لم يكن هذا الزهد ولا هذه الرغبة عن الدنيا تقشفا للتقشف ولا كانا من فرائض الدنيا ، إنما أراد محمد أن يضرب للناس المثل الأعلى في القوة على الحياة».
كانت حياة محمد ، حياة إنسانية ، بلغت من السمو غاية ما يستطيع إنسان أن يبلغ ، وأي سمو كهذا السمو الذي جعل حياة محمد قبل الرسالة مضرب المثل في الصدق والكرامة والأمانة ، كما كانت بعد الرسالة كلها تضحية في سبيل الله وفي سبيل الحق الذي بعثه الله به.
من أقواله في حفظ الأبدان :
بعث الرسول محمد (ص) رحمة للعالمين ، كما أنّ الرسالة التي جاء بها هي رسالة إلهية شاملة ، تنظّم حياة الإنسان من كافة جوانبها وتعتني به روحا وجسدا سواء بسواء ، من هنا كان تشجيع الرسول المسلمين للاهتمام بالطب والعلاج ، وقد نسب إليه ما معناه :
«العلم علمان ، علم الأبدان وعلم الأديان». وإن صحّ هذا الحديث ، فهو يدلّ على أنّ الرسول أعطى لعلم الصحة قيمة عالية في كلّ زمان ومكان.
يحتاج جسم الإنسان إلى الطعام والشراب ليحافظ على البقاء ، ومتى زاد أفسد البدن ، وحصلت الأمراض بحسب تنوّع موادها ، أي الأطعمة وقبول الأعضاء واستعدادها.