والنباتات كمواد في العلاجات ، لأنّها مواد طبيعية ، من الطبيعة مباشرة وفيها الحياة ، وتختلف عن المواد الكيماوية ، فالإنسان مخلوق يتغذّى على النبات ولحم الحيوان ، وإذا حدث أن أصيب بمرض ما ، معنى ذلك أنّ خللا حدث في العناصر النباتية أو الحيوانية في جسمه ، ويكون العلاج بإعطائه نباتا معينا يحتوي على المواد التي تعالج الخلل لديه.
المعروف علميا أن لكلّ ألم أو مرض سبب وظواهر ، ومن ثمّ العلاج ، ودور الطبيب أو المعالج هو معرفة سبب العلّة أو الألم أو المرض ، من خلال الظواهر البادية على المريض (نبض ، ضغط ، حرارة ، لون البشرة ، التنفس ، العيون ...) ومتى عرف السبب تمّ تشخيص المريض بشكل صحيح ، ويتمّ بالتالي وصف الدواء المناسب والمفيد والشافي.
إنّ الطبيب ـ المعالج ـ الذي يعتمد الطب الإسلامي كطريقة للعلاج ، لا يرفض الأجهزة التكنولوجية الحديثة المعتمدة في أيامنا الحاضرة ولا يرفض أعمال المختبرات العلمية ، إنّما يعتمد كل هذه الوسائل للوصول إلى معرفة ما يدور في جسم الإنسان من تبدّلات وحالات غير طبيعية.
لقد مرّ استعمال النبات والأعشاب كعلاج للأمراض والآلام بمراحل عديدة وتجارب كثيرة ، ونحن نعرف ، نسمع ونقرأ عن العديد من البعثات ، غربية وأميركية بصورة خاصة ، تجوب المناطق الغنية بالنباتات والغابات وبشكل خاص غابات الأمازون وإفريقيا بحثا عن الأدوية في أوراق وأغصان وجذوع النباتات ، وتقيم فترة مع سكان هذه المناطق لتتعرّف على كيفية استعمالها لهذه النباتات كعلاج.
إنّ الدول الإسلامية والعربية منها ، غنية بالنباتات ذات الخصائص العلاجية لجميع الأمراض ، من كل ما تقدم نقول إن المملكة النباتية هي مصنع على مستوى عال من الكفاءة يستخدمها بشكل مبسّط وساذج أبناء المناطق الريفية وسكان الغابات ، كمصدر رئيسي للعلاج ، وهذا هو شأن العالم كله.
إن للأدوية الكيماوية مضاعفات تتراوح بين ٢٠ و ٣٠ خ وقد يصيب