مرتفعة جدا ، وهكذا تطايرت في الفضاء الفسيح اللّامحدود ، كميات لا حصر لها من الجواهر والذرّات والبروتونات والنيوترونات وعناصر سالبة وأخرى موجبة ، ملأت الكون بالمادة المنثورة ، وبعد ما استقر حال الكون لبضعة آلاف من السنين ، ثمّ وبفضل البرودة ، وتحت ضغط التجاذب بين الجزيئات تحوّلت تلك المكوّنات إلى كتل سديمية ، ومن ثمّ تكثّفت وظهرت النجوم أولا ، وفي مراحل لا حقة تكوّنت الكواكب ، ثم ولدت الأقمار في مراحل متأخرة وببطء.
نظرية تخيّلية أخرى ، قال أصحابها : أنّه قبل أكثر من أربعة مليارات ونصف المليار من السنين ، كانت كتلة سديمية ضخمة تشبه الكرات الثلجية ، تولّدت منها مجموعتنا الشمسية ، وخلال مئة مليون سنة تجمّعت الجزئيات الغبارية والغازية المنتشرة في الكون في كتل تعرف بالأجرام السماوية السيّارة أو الكواكب.
ولكن ما الذي نعرفه عن الأرض آنئذ؟
إنّ بدء نشوء الأرض ما زال سرا محفوفا بالغموض والأسرار.
ما أعظم الكون وما أعظم خالقه؟
إن المجموعة الشمسية والتي منها الأرض التي نعيش على سطحها ، هي جزء من كلّ عظيم ، هي جزء بسيط من المجرّة اللبنية أو مجرّة درب التبّانة ، التي تشتمل على ملايين النجوم والكواكب والأقمار ، ذات أحجام ومسافات متفاوتة (وفي الكون الملايين من المجرّات الشبيهة بمجرة درب التبّانة).
مهما كثرت النظريات وفلسفات التكوين المبنية على الخيال وعلى شيء من العلم ، نوجز القول ، بأن الأرض التي نعيش عليها مرّت بأطوار وحالات عديدة حتى وصلت إلى حالة سمحت بنشوء الحياة عليها ، في البدء لم يكن للأرض طبقة جوية (غلاف جوي) ولكن وبسبب حركة قذف السوائل على هيئة براكين ، تسربت الغازات من باطن الأرض بسبب خفتها النسبية وكانت النتيجة ظهور الماء وثاني أوكسيد الكربون والآزوت ، وطغت هذه العناصر وكانت المؤسّسة للهواء أو للطبقة الجوية ، وهكذا ولد الهواء من القشرة الأرضية بفضل الشقوق والبراكين ، وبعد ذلك عبر بضعة ملايين من السنين تكوّنت المحيطات أي الطبقة المائية ، ثم