[١٧٧٣] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو سعيد محمد بن عيسى (١) الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (٢) حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن رجل عن أبي ثابت أن رجلا دخل المسجد فقال : اللهم ارحم غربتي وآنس وحشتي وسق لي جليسا صالحا ، فقال أبو الدرداء : لئن كنت صادقا لأنا أسعد بك منك ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) فقال : «أمّا السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب ، وأمّا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، وأمّا الظالم لنفسه فيحبسه [الله](٣) في المقام حتى يدخله الهم ، ثم يدخل الجنة» ثم قرأ هذه الآية : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٤).
وقال عقبة بن صهبان سألت عائشة عن قول الله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية ، فقالت : يا بني كلهم في الجنة أمّا السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشهد له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، وأمّا المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به ، وأمّا الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم ، فجعلت نفسها معنا.
وقال مجاهد والحسن وقتادة : فمنهم ظالم لنفسه وهم أصحاب المشأمة ، ومنهم مقتصدهم أصحاب الميمنة ، ومنهم سابق بالخيرات هم السابقون المقربون من الناس كلهم.
وعن ابن عباس قال : السابق المؤمن المخلص ، والمقتصد المرائي ، والظالم الكافر نعمة الله غير الجاحد (٤) لها ، لأنه حكم للثلاثة بدخول الجنة فقال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) [فاطر : ٣٣] ، وقال بعضهم : يذكر ذلك عن الحسن ، قال : السابق من رجحت حسناته على سيئاته ، والمقتصد من استوت حسناته
__________________
[١٧٧٣] ـ حديث حسن أو شبه الحسن بطرقه وشواهده.
ـ إسناده ضعيف ، فيه من لم يسمّ ، لكن سمي في بعض الروايات ، وللحديث شواهد.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٤ و ٦ / ٤٤٤ من طريق وكيع عن سفيان به.
ـ أخرجه الحاكم ٢ / ٤٢٦ ومن طريقه البيهقي في «البعث» ٦٢ من طريق جرير عن الأعمش به.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٨ من طريق أنس بن عياض الليثي عن موسى بن عقبة عن علي بن عبد الله الأزدي عن أبي الدرداء به.
وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٩٥ / ١١٢٨٩ : رواه أحمد بأسانيد ، رجال أحدها رجال الصحيح ، وهي هذه إن كان علي بن عبد الله الأزدي سمع من أبي الدرداء ، فإنه تابعي.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٩٤ / ٢١١٩٠ من طريق سفيان عن الأعمش عن ثابت أو عن أبي ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق ... فذكره بنحوه.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٩٥ / ١١٢٩٠ رواه الطبراني ، وأحمد باختصار إلّا أنه قال عن ثابت أو عن أبي ثابت ... وثابت بن عبيد ، ومن قبله من رجال الصحيح ، وفي إسناد الطبراني رجل غير مسمى.
ـ وقد فصّل الحاكم في اختلاف طرق هذا الحديث ، وقال : إذا كثرت الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا.
ـ وللحديث شواهد عامتها ضعيف ، وانظر «فتح القدير» ٧٠٦٦ و ٧٠٦٧.
(١) في المخطوط «موسى».
(٢) في المطبوع «البرقي».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) تصحف في المطبوع «الجاهد».