تُرْجَعُونَ) ، أي : أفحسبتم أنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للجزاء ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب لا ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم.
[١٤٨٩] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني أنا حميد (١) بن زنجويه أنا بشر بن عمر أنا عبد الله بن لهيعة أنا عبد الله بن هبيرة عن حنش (٢) أن رجلا مصابا مرّ به على ابن مسعود فرقاه في أذنيه : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) حتى ختم السورة فبرأ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بما ذا رقيت [المصاب](٣) في أذنه»؟ فأخبره فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال».
ثم نزّه الله نفسه عمّا يصفه به المشركون. فقال جل ذكره : (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (١١٦) ، يعني السرير الحسن. وقيل : المرتفع.
(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) ، أي : لا حجة ولا بينة له به لأنه لا حجة في دعوى الشرك (٤) ، (فَإِنَّما حِسابُهُ) ، جزاؤه ، (عِنْدَ رَبِّهِ). يجازيه بعمله كما قال تعالى : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦) [الغاشية : ٢٦] ، (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) ، لا يسعد من حجة وكذب.
(وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (١١٨).
تفسير سورة النور
مدنية [وهي ثنتان أو أربع وستون آية](٥)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١))
__________________
[١٤٨٩] ـ إسناده ضعيف جدا ، وله علتان : ضعف ابن لهيعة ، والإرسال بين حنش وبين ابن مسعود ، والظاهر أن الخبر مما رواه ابن لهيعة بعد اختلاطه ، فليس هو من رواية أحد العبادلة عنه ، ولعل الخبر موضوع.
ـ وأخرجه أبو يعلى ٥٠٤٥ وابن السني ٦٣١ وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ٧ من طريق داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة به.
وذكره الهيثمي في «المجمع» ٥ / ١١٥ وقال : رواه أبو يعلى ، وفيه ابن لهيعة ، وفيه ضعيف وحديثه حسن.
ـ كذا قال رحمهالله! والصواب أن حديث ابن لهيعة إن لم يكن من رواية أحد العبادلة ضعيف باتفاق ، ثم في الإسناد انقطاع ، والمتن منكر جدا ، شبه موضوع.
(١) تصحف في المطبوع «حمد».
(٢) تصحف في المطبوع «خنش».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المخطوط «المشرك».
(٥) زيد في المطبوع وحده.