[١٧٠٤] وكانت تحت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ تسع نسوة خمس من قريش : عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وحفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وسودة بنت زمعة ، وغير القرشيات : زينب بنت جحش الأسدية ، وميمونة بنت الحارث الهلالية ، وصفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية ، وجويرية بنت الحارث المصطلقيّة ، رضوان الله عليهنّ ، فلما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعائشة ، وكانت أحبهن إليه فخيّرها وقرأ عليها القرآن فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة ، فرؤي الفرح في وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتابعنها على ذلك. قال قتادة : فلما اخترن الله ورسوله شكرهنّ الله على ذلك فقال : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) [الأحزاب : ٥٢].
[١٧٠٥] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغفار بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا زهير بن حرب أنا روح بن عبادة أنا زكريا بن إسحاق أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال : دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فوجد الناس جلوسا ببابه ولم يؤذن لأحد منهم ، قال : فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن [فأذن](١) له فوجد النبي صلىاللهعليهوسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا ، فقال : لأقولنّ شيئا أضحك به النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها ، فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «هن حولي كما ترى يسألنني النفقة» ، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها ، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها ، كلاهما يقول لا تسألن (٢) رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا أبدا ليس عنده ، ثم اعتزلهنّ شهرا أو تسعا وعشرين ، ثم نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) ، حتى بلغ : (لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) ، قال : فبدأ بعائشة فقال : يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت : وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبويّ؟ بل أختار الله ورسوله وأختار الدار الآخرة ، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت ، قال : «لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها أن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما مبشرا».
[١٧٠٦] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار أخبرنا
__________________
ـ وانظر الحديث الآتي برقم : ١٧٠٠.
ـ وأخرجه البخاري ٨٩ و ٢٤٦٨ ومسلم ١٤٧٩ والترمذي ٣٣١٥ وأحمد ١ / ٣٣ والنسائي ٤ / ١٣٧ من طرق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن ابن عباس عن عمر بنحوه.
[١٧٠٤] ـ أخرجه الطبري ٢٨٤٦١ عن قتادة مرسلا ، وله شواهد.
[١٧٠٥] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ أبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس.
ـ وهو في «صحيح مسلم» ١٤٧٨ عن زهير بن حرب بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو يعلى ٢٢٥٣ عن زهير بن حرب أبي خيثمة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البيهقي ٧ / ٢٧ من طريقين عن روح به.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٣٢٨ من طريقين عن زكريا بن إسحاق به.
[١٧٠٦] ـ صحيح. أحمد بن منصور ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «لا تسألي».