[١٧٠٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](١) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا قتيبة أنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول «لا إله إلا الله وحده أعزّ جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده».
قال الله تعالى في قصة بني قريظة : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) ، وهم الرجال يقال كانوا ستمائة ، (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) ، وهم النساء والذراري ، يقال : كانوا سبعمائة وخمسين ، ويقال : سبعمائة.
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢٧) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩))
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) ، بعد ، قال ابن زيد ومقاتل : يعني خيبر ، قال قتادة : كنا نحدث أنها مكة. وقال الحسن : فارس والروم. وقال عكرمة كل أرض تفتح إلى يوم القيامة. (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً).
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَ) ، متعة الطلاق ، (وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً).
(وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) (٢٩).
[١٧٠٣] سبب نزول هذه الآية أن نساء النبي صلىاللهعليهوسلم سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض ، فهجرهنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وآلى أن لا يقربهنّ شهرا ولم يخرج إلى أصحابه ، فقالوا ما شأنه؟ وكانوا يقولون طلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم نساءه ، فقال عمر : لأعلمنّ لكم شأنه ، قال : فدخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : يا رسول الله أطلقتهنّ؟ قال : لا ، قلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون يقولون طلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم نساءه ، أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهنّ؟ قال : نعم إن شئت ، قال : فقمت على باب المسجد وناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم نساءه ، فنزلت هذه الآية : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : ٨٣] ، قال : فكنت أنا استنبطت ذلك (٢) الأمر ، وأنزل الله آية التخيير.
__________________
[١٧٠٢] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ قتيبة هو ابن سعيد ، الليث هو ابن سعد ، أبو سعيد والد سعيد هو المقبري.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٦٨٩ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤١١٤ عن قتيبة بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٧٢٤ عن قتيبة به.
[١٧٠٣] ـ صحيح. أخرجه مسلم ١٤٧٩ وأبو يعلى ١٦٤ من طريق سماك بن حرب عن ابن عباس عن عمر مطوّلا مع اختلاف في ألفاظه.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المطبوع «ذاك».