الدين ، وقال غيره : سدد عملك ، والوجه ما يتوجه إليه الإنسان ودينه وعمله مما يتوجه إليه لتسديده ، (حَنِيفاً) ، مائلا مستقيما عليه ، (فِطْرَتَ اللهِ) ، دين الله وهو نصب على الإغراء أي الزم فطرة الله ، (الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) ، أي خلق الناس عليها وهذا قول ابن عباس وجماعة من المفسرين أن المراد بالفطرة الدين وهو الإسلام وذهب قوم إلى أن الآية خاصة في المؤمنين وهم الذين فطرهم الله على الإسلام.
[١٦٤٦] أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن [محمد بن](١) محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحدم بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال : ثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من يولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة هل تجدون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها» ، قالوا : يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟ قال : «الله أعلم بما كانوا عاملين».
[١٦٤٧] ورواه الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة من غير ذكر من يموت وهو صغير وزاد ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها).
قوله : «من يولد يولد على الفطرة» يعني على العهد الذي أخذ الله عليهم بقوله : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢] ، وكل مولود في العالم على ذلك الإقرار وهو الحنيفية التي وقعت الخلقة عليها وإن عبد غيره كما قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [الزخرف : ٨٧] ، وقالوا : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) [الزمر : ٣] ، ولكن لا عبرة بالإيمان الفطري في أحكام الدنيا وإنما يعتبر الإيمان الشرعي المأمور به المكتب بالإرادة والفعل ألا ترى أنه يقول : «فأبواه يهودانه» ، فهو مع وجود الإيمان الفطري فيه محكوم له بحكم أبويه الكافرين ، وهذا معنى :
__________________
[١٦٤٦] ـ إسناده صحيح. أحمد بن يوسف روى له مسلم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ عبد الرزاق بن همّام ، معمر بن راشد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٨٣ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٦٥٩٩ ومسلم ٢٦٥٨ ح ٢٤ وأحمد ٢ / ٣١٥ من طرق عن عبد الرزاق به.
وانظر ما بعده.
[١٦٤٧] ـ صحيح. أخرجه مسلم ٢٦٥٨ وأحمد ٢ / ٢٧٥ وابن حبان ١٣٠ من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري به.
وهو في «مصنف عبد الرزاق» برقم ٢٠٠٨٧.
ـ أخرجه مسمل ٢٦٥٨ وأحمد ٢ / ٢٣٣ من طريقين عن الزهري به.
ـ وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٣ / ٣٠٨ من طريق قتادة عن ابن المسيب به.
ـ وورد من وجه آخر مختصرا عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا «كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه ، وينصرانه ، ويمجّسانه».
أخرجه البخار ٠ ١٣٥٨ و ١٣٥٩ و ١٣٨٥ و ٤٧٧٥ ومسلم ٢٦٥٨ وأحمد ٢ / ٣٩٣ وابن حبان ١٢٨.
ـ وورد أيضا من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة باللفظ المذكور آنفا عند مسلم ٢٦٥٨ ح ٢٣ والترمذي ٢١٣٨ وأحمد ٢ / ٢٥٣ و ٤٨١ والطيالسي ٢٤٣٣ وأبو نعيم في «الحلية» ٩ / ٩٦ والمصنف في «شرح السنة» ٨٤.
(١) زيادة عن المخطوط.