قوله تعالى : (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) أي : لا يهدي [الله](١) المشركين إلى الجواب بالصواب في القبر (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) ، من التوفيق والخذلان والتثبيت وترك التثبيت.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١))
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً).
[١٢٢٥] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا [محمد بن يوسف أنا](٢) محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى : (الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) ، قال : هم والله كفار قريش.
وقال عمرو : هم قريش ، ومحمد صلىاللهعليهوسلم نعمة الله.
(وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) ، قال : البوار يوم بدر ، قوله : (بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ) أي : غيّروا نعمة الله عليهم في محمد صلىاللهعليهوسلم حيث ابتعثه الله منهم (كُفْراً) كفروا به (وَأَحَلُّوا) أي : أنزلوا قومهم ومن تابعهم على كفرهم (دارَ الْبَوارِ) أي : الهلاك ، ثم بين دار البوار فقال :
(جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) ، يدخلونها (وَبِئْسَ الْقَرارُ) ، المستقر ، وعن علي كرم الله وجهه : الذين بدلوا نعمة الله كفرا هم كفار قريش نحروا يوم بدر.
وقال عمر بن الخطاب : هم الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، أما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) ، أمثالا وليس لله تعالى ند ، (لِيُضِلُّوا).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء ، وكذلك في الحج [٩] [وفي](٣) لقمان [٦] والزمر [٨] (لِيُضِلُّوا) وقرأ الآخرون بضم الياء على معنى ليضلوا الناس ، (عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا) ، عيشوا في الدنيا ، (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ).
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) ، قال الفراء : هذا جزم على الجزاء ، (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) ، مخاللة وصداقة.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ
__________________
[١٢٢٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، الحميدي عبد الله بن الزبير ، عمرو بن دينار ، عطاء بن أبي رباح.
ـ رواه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» ٤٧٠٠ عن علي بن عبد الله به.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المطبوع «سورة».