أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير ، فيقولان [له](١) ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم [فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان نم](٢) كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقا أو كافرا قال : سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري (٣) ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك».
[١٢٢٣] وروي عن البراء بن عازب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر قبض روح المؤمن وقال : «فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فينتهرانه ويقولان له الثانية من ربك وما دينك ومن نبيك وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن (٤) فيثبته الله عزوجل ، فيقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلىاللهعليهوسلم فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، قال : فذلك قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)».
[١٢٢٤] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنبأنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سيار القرشي ثنا إبراهيم بن موسى الفراء أبو إسحاق ثنا هشام بن يوسف ثنا عبد الله بن بحير (٥) عن هانئ مولى عثمان [عن عثمان](٦) قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال : «استغفروا لأخيكم وسلوا (٧) له التثبيت ، فإنه الآن يسأل».
وقال عمرو بن العاص في سياق الموت وهو يبكي : فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمه حتى أستأنس بكم وانظر ما ذا أراجع به رسل ربي.
__________________
[١٢٢٣] ـ جيد. أخرجه أبو داود ٤٧٥٣ و ٤٧٥٤ وعبد الرزاق ٦٧٣٧ وابن أبي شيبة ٣ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢ وأحمد ٤ / ٢٨٧ و ٢٨٨ و ٢٩٥ و ٢٩٦ والطيالسي ٧٥٣ والطبري ٢٠٧٧١ والآجري في «الشريعة» ٨٧٨ والحاكم ١ / ٣٧ ـ ٤٠ والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» ٢٠ و ٢١ من طرق عن زاذان عن البراء به وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
ـ وقد أعله ابن حبان في صحيحه بإثر حديث ٣١١٧ بالانقطاع بين زاذان والبراء لكن فيه نظر ، فقد صرح زاذان في رواية الحاكم بالسماع من البراء ، فالحديث قوي ، وصححه الحافظ ابن القيم في «تهذيب السنن» ٤ / ٣٣٧.
[١٢٢٤] ـ إسناده حسن ، رجاله ثقات.
ـ وهو في «شرح السنة» بإثر ١٥١٧ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أبو داود ٣٢٢١ عن إبراهيم بن موسى به.
ـ وأخرجه أحمد في «الزهد» ٦٨٤ والحاكم ١ / ٣٧٠ والبيهقي ٤ / ٥٦ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» ٥٨٥ من طرق عن هشام بن يوسف به ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع و ـ ط و «سنن الترمذي».
(٣) زيد في المطبوع و ـ ط و «سنن الترمذي».
(٤) في المطبوع «المؤمنين».
(٥) تصحف في المطبوع «يحيى».
(٦) زيادة عن «شرح السنة» وكتب التخريج.
(٧) في المطبوع وحده «واسألوا الله».