[١٤٤١] وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فعرض له النضر بن الحارث ، فكلمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الأنبياء : ٩٨] ، الآيات الثلاث (١) ثم قام فأقبل عبد الله بن الزبعرى السهمي فأخبره الوليد بن المغيرة بما قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال عبد الله : أما والله لو وجدته لخصمته ، فدعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له ابن الزبعرى : أأنت قلت : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ)؟ قال : نعم ، قال : أليست اليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد المسيح ، وبنو مليح تعبد الملائكة؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «بل هم يعبدون الشياطين» فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) ، يعني عزيرا والمسيح والملائكة ، (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) ، وأنزل في ابن الزبعرى : (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) [الزخرف : ٥٨].
وزعم جماعة أن المراد من الآية الأصنام ، لأن الله تعالى قال : (وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ، ولو أراد الملائكة والناس لقال ومن تعبدون من دون الله.
(لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) ، يعني صوتها وحركة تلهبها (٢) إذا نزلوا منازلهم في الجنة ، والحسّ والحسيس الصوت الخفي ، (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) ، مقيمون كما قال : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) [الزخرف : ٧١].
(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) ، قال ابن عباس : الفزع الأكبر النفخة الأخيرة بدليل قوله عزوجل : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) [النمل : ٨٧]. قال الحسن : حين يؤمر بالعبد إلى النار. قال ابن جريج : حين يذبح الموت وينادى [يا أهل الجنة خلود فلا موت ، و](٣) يا أهل النار خلود فلا موت ، وقال سعيد بن جبير والضحاك : هو أن تطبق عليهم جهنم وذلك بعد أن يخرج الله منها من يريد أن يخرجه. (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) ، أي تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة يهنئونهم ، ويقولون : (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ) ، قرأ أبو جعفر : تطوى السماء بالتاء وضمها وفتح الواو ، «والسماء» ، رفع على المجهول ، وقرأ العامة بالنون وفتحها وكسر الواو ، والسماء نصب ، (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) ، قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم للكتب على الجمع ، وقرأ الآخرون للكتاب على الواحد ، واختلفوا في السجل ، فقال السدي : السجل ملك يكتب أعمال العباد ، واللام زائدة ، أي : كطي السجل الكتب كقوله : (رَدِفَ لَكُمْ) [النمل : ٧٢] ، اللام فيه زائدة ، وقال ابن عباس ومجاهد
__________________
[١٤٤١] ـ قال الحافظ في «تخريج الكاشف» ٣ / ١٢٦ : هكذا ذكره الثعلبي ثم البغوي بغير إسناد.
ـ وأخرجه الطبري ٢٤٨٣٦ عن ابن إسحاق بنحوه ، وهذا معضل فالخبر ضعيف لا حجة فيه.
ـ وورد بنحوه من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني ١٢ / ١٥٣ والواحدي في «أسباب النزول» ٦١٦ وفي إسناده عاصم بن بهدلة ، وهو صدوق يخطئ.
(١) في المطبوع «الثلاثة».
(٢) في المخطوط «لهبها».
(٣) زيد في المطبوع.