[١٤٢٢] وفي بعض المسانيد (١) مرفوعا. «يلتئم عليه القبر حتى تختلف أضلاعه فلا يزال يعذب حتى يبعث». وقال الحسن : هو الزقوم والضريع والغسلين في النار. وقال عكرمة : هو الحرام. وقال الضحاك : هو الكسب الخبيث. وعن ابن عباس قال : الشقاء.
وروي عنه أنه قال : كل مال (٢) أعطي العبد قلّ أم كثر فلم يتق فيه فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة ، وإن أقواما أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين ، فكانت معيشتهم ضنكا ، وذلك أنهم يرون [أن](٣) الله ليس بمخلف (٤) لهم فاشتدت عليهم معايشهم من سوء ظنهم بالله [عزوجل](٥) ، قال سعيد بن جبير : نسلبه القناعة حتى لا يشبع ، (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) ، قال ابن عباس : أعمى البصر. وقال مجاهد : أعمى عن الحجة.
(قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) (٢٥) ، بالعين أو بصيرا بالحجة.
(قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١٢٦) وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى (١٢٧) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨) وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩))
(قالَ كَذلِكَ) ، أي كما (أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها) ، فتركتها وأعرضت عنها ، (وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) ، تترك في النار. قال قتادة : نسوا من الخير ولم ينسوا من العذاب.
(وَكَذلِكَ) ، أي وكما جزينا من أعرض عن القرآن كذلك ، (نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ) ، أشرك ، (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ) ، مما يعذبهم به في الدنيا والقبر ، (وَأَبْقى) ، وأدوم.
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) ، يبيّن لهم القرآن يعني كفار مكة ، (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) ، ديارهم ومنازلهم [إذا سافروا ، والخطاب لقريش كانوا يسافرون إلى الشام فيرون ديار المهلكين](٦) من أصحاب الجر وثمود وقريات قوم لوط ، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) ، لذوي العقول.
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) (١٢٩) ، فيه تقديم وتأخير ، تقديره : ولو لا كلمة سبقت من ربك [إلى أجل مسمى](٧) لكان لزاما وأجل مسمى ، والكلمة الحكم بتأخير العذاب عنهم ، أي ولو لا حكم سبق بتأخير العذاب عنهم وأجل مسمى وهو [يوم](٨) القيامة لكان لزاما ، أي لكان العذاب
__________________
[١٤٢٢] ـ الصحيح موقوف. أخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ١٨٤٤ بإسناد كالشمس عن أبي سعيد الخدري موقوفا.
ـ وأخرجه الطبري ٢٤٤١٩ من وجه آخر بإسناد على شرطهما عن أبي سعيد موقوفا.
ـ وأخرجه الطبري ٢٤٤٢١ بإسناد حسن عن أبي هريرة موقوفا ، والمرفوع لم أر له إسنادا.
(١) في المخطوط «الأسانيد».
(٢) في المطبوع «ما».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) في المطبوع «بمختلف».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) زيد في المطبوع و ـ ط.
(٧) سقط من المطبوع و ـ ط.
(٨) زيادة عن المخطوط.