لازما لهم [في الدنيا](١) كما لزم القرون الماضية الكافرة.
(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (١٣٠) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٣١) وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (١٣٢) وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣))
(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) ، نسختها آية القتال ، (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) ، أي صلّ بأمر ربك. وقيل : صلّ لله بالحمد له والثناء عليه ، (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) ، يعني صلاة الصبح ، (وَقَبْلَ غُرُوبِها) ، صلاة العصر ، (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) ، ساعاتها واحدها أنى ، (فَسَبِّحْ) ، يعني صلاة المغرب والعشاء. قال ابن عباس : يريد أول الليل ، (وَأَطْرافَ النَّهارِ) ، يعني صلاة الظهر ، وسمى وقت الظهر أطراف النهار لأن وقته عند الزوال ، وهو [طرف](٢) النصف الأول انتهاء وطرف النصف الآخر ابتداء ، وقيل : المراد من آناء الليل صلاة العشاء ومن أطراف النهار صلاة الظهر والمغرب ، لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار ، وفي أول الطرف الآخر من النهار ، فهو في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس ، وعند ذلك يصلي المغرب ، (لَعَلَّكَ تَرْضى) ، أي ترضى ثوابه في المعاد ، وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم (ترضى) بضم التاء أي تعطى ثوابه. وقيل : ترضى أي يرضاك الله تعالى ، كما قال : (وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم : ٥٥] ، وقيل : معنى الآية لعلك ترضى بالشفاعة ، كما قال : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥) [الضحى : ٥].
[١٤٢٣] أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الخطيب الحميدي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني إملاء أنا إبراهيم بن عبد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : «إنكم ترون (٣) ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ، ثم قرأ : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها).
قوله تعالى : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ).
__________________
[١٤٢٣] ـ حديث صحيح. إبراهيم السعدي فمن دونه توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٧٩ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٥٥٤ و ٧٤٣٤ ومسلم ٦٣٣ وأبو داود ٤٧٢٩ والترمذي ٢٥٥١ وابن ماجه ١٧٧ والحميدي ٧٩٩ وأحمد ٤ / ٣٦٠ و ٣٦٥ وابن أبي عاصم في «السنة» ٤٤٦ ـ ٤٤٩ وابن خزيمة في «التوحيد» ص ١٦٧ ـ ١٦٨ وابن حبان ٧٤٤٢ والطبراني ٢٢٢٤ ـ ٢٢٣٧ وابن مندة ٧٩١ و ٧٩٣ ـ ٨٨٠ من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد به.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «سترون».