أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدّهقان أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي أنا أبو معاوية عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق من آفاق السماء ، وإن أبا (١) بكر وعمر منهم وأنعما».
قوله عزوجل : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) ، يعني سر بهم ليلا من أرض مصر ، (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ) ، يعني اجعل لهم طريقا في البحر بالضرب بالعصا ، (يَبَساً) ، ليس فيه ماء ولا طين ، وذلك أن الله أيبس لهم الطريق في البحر ، (لا تَخافُ دَرَكاً) ، قرأ حمزة لا تخف بالجزم على النهي ، والباقون بالألف والرفع على النفي ، لقوله تعالى : (وَلا تَخْشى) ، قيل : لا تخاف أن يدركك فرعون من ورائك ولا تخشى أن يغرقك البحر [من](٢) أمامك.
(فَأَتْبَعَهُمْ) ، فلحقهم ، (فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) ، وقيل : معناه أمر فرعون جنوده أن يتبعوا موسى وقومه ، والباء فيه زائدة وكان هو فيهم ، (فَغَشِيَهُمْ) ، أصابهم ، (مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) ، وهو الغرق. وقيل : غشيهم علاهم وسترهم من اليم ما غشيهم يريد غشيهم بعض ماء اليم لا كله. وقيل : غشيهم من اليم ما يغشى (٣) قوم موسى فغرقهم (٤) ونجا موسى وقومه.
(وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى) (٧٩) ، يعني ما أرشدهم وهذا تكذيب لفرعون في قوله : (وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) [غافر : ٢٩].
قوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) ، فرعون ، (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى).
(كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) ، قرأ حمزة والكسائي أنجيتكم وواعدتكم ورزقتكم بالتاء على التوحيد ، وقرأ الآخرون بالنون والألف على التعظيم ، ولم يختلفوا في ونزلنا لأنه مكتوب بالألف ، (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) ، قال ابن عباس : لا تظلموا ، وقال الكلبي : لا تكفروا النعمة فتكونوا ظالمين طاغين. وقيل : لا تنفقوا في معصيتي. وقيل : لا تتقووا بنعمتي على معاصيي (٥). وقيل : لا تدخروا ، فادخروا فتدوّد ، (فَيَحِلَ) ، قرأ الأعمش والكسائي (فَيَحِلَ) بضم الحاء ، (وَمَنْ يَحْلِلْ) بضم اللام ، يعني ينزل ، وقرأ الآخرون بكسرها يعني يجب ، (عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) ، هلك وتردى في النار.
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى (٨٢) وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦))
__________________
ـ مدرج ، والله أعلم.
الخلاصة : الطريق الآخر لا يقوي ما قبله لشدة ضعف الأول.
(١) في المطبوع «وإنما أبو».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع و ـ ط «غشيهم».
(٤) في المخطوط «ففرقوا هم».
(٥) في المطبوع «معاصي».