أرنا موسى إذا نام فأراهم موسى نائما وعصاه تحرسه ، فقالوا لفرعون إن هذا ليس بساحر إن الساحر إذا نام بطل سحره ، فأبى عليهم إلا أن يتعلموا [وأكرههم على السحر](١) ، فذلك قوله تعالى : (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) ، (وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) ، قال محمد بن إسحاق : خير منك ثوابا وأبقى عذابا. وقال محمد بن كعب : خير منك ثوابا إن أطيع وأبقى عذابا منك إن عصي وهذا جواب لقوله : (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) [طه : ٧١].
(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) ، قيل هذا ابتداء كلام من الله تعالى ، وقيل : من تمام قول السحرة (مُجْرِماً) أي مشركا يعني من مات على الشرك ، (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها) ، فيستريح ، (وَلا يَحْيى) ، حياة ينتفع بها.
(وَمَنْ يَأْتِهِ) ، قرأ أبو عمرو ساكنة الهاء ، ويختلسها أبو جعفر ، وقالون ويعقوب ، وقرأ الآخرون بالإشباع ، (مُؤْمِناً) ، أي : من مات على الإيمان ، (قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) ، أي الرفيعة ، والعلى جمع العليا [والعليا](٢) تأنيث الأعلى.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦) وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩) يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى (٨٠) كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (٨١))
(جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) (٧٦) ، يعني تطهر من الذنوب. وقال الكلبي : أعطى زكاة نفسه (٣) وقال لا إله إلا الله.
[١٤١٨] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله (٤) السمسار أنا أبو
__________________
[١٤١٨] ـ للحديث شواهد دون لفظ «وإن أبا بكر ...» فإنه ضعيف ، والظاهر أنه مدرج.
ـ إسناده ضعيف جدا ، فيه أحمد بن عبد الجبار ، وهو ضعيف ، وعطية العوفي ضعيف مدلس ، وقد عنعن ، وقد توبع أحمد فانحصرت العلة في عطية.
ـ أبو معاوية محمد بن خازم ، الأعمش سليمان بن مهران ، عطية بن سعد.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٧٨٥ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٧ و ٩٨ وابن ماجه ٩٦ وأبو يعلى ١٢٧٨ من طرق عن الأعمش به.
وأخرجه أبو داود ٣٩٨٧ والترمذي ٣٦٥٩ وأحمد ٣ / ٩٣ وأبو يعلى ١١٣٠ و ١٢٩٩ والبيهقي في «البعث» ٢٥٠ من طرق عن عطية به ، وقد توبع عطية فقد :
ـ أخرجه أحمد ٣ / ٢٦ و ٦١ وأبو يعلى ١٢٧٨ وابن حبان في «المجروحين» ٣ / ١١ والذهبي في «الميزان» ٣ / ٤٣٨ من طريق مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري به. وإسناده ضعيف ، مجالد غير حجة. قال أحمد : يرفع كثيرا مما لا يرفعه الناس ، ليس بحجة.
ـ وأخرجه البخاري ٣٢٥٦ ومسلم ٢٨٣١ ح ١١ وأحمد ٥ / ٣٤٠ وابن حبان ٧٣٩٣ والبيهقي ٢٤٩ من طرق عن مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ، وليس فيه لفظ «وإن أبا بكر .....» والأشبه أنه
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المخطوط «الزكاة».
(٤) في المطبوع «عبيد» دون لفظ الجلالة.