واستثنى فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه فيخرجون على الناس ، فيتتبعون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع فيها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا (١) في أقفائهم فيهلكون ، وإن دواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرا».
[١٣٧٧] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن مهران الرازي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ، قال : «ما شأنكم»؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة (٢) فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : «غير الدجال أخوفني عليكم؟ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شاب قطط عينه اليمنى (٣) طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق ، فعاث يمينا وعاث شمالا ، يا عباد الله فاثبتوا» قلنا : يا رسول الله فما لبثه في الأرض؟ قال : «أربعون يوما أول يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم» [قلنا :
يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم؟ قال : لا اقدروا له قدره](٤) ، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال : «كالغيث استدبرته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأسبغه (٥) ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، قال : فينصرف عنهم فيصبحون مملحين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين (٦) واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه مثل جمان اللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح (٧) نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ، ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله
__________________
[١٣٧٧] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» ٤١٥٦ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «صحيح مسلم» ٢٩٣٧ عن محمد بن مهران بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ١٨١ ـ ١٨٢ عن الوليد بن مسلم به.
ـ وأخرجه ابن ماجه ٤٠٧٥ من طريق يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
(١) النغف : دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، والواحدة نغفة.
(٢) في المطبوع «ذات غداة».
(٣) زيد في المطبوع.
(٤) سقط من المخطوط.
(٥) في المخطوط «وأشبعه».
(٦) تصحف في المطبوع «مهرب ودستين».
(٧) في المطبوع «من ريح نفسه» وفي المخطوط «ريحه» والمثبت عن «شرح السنة».