فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان (١) لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ، ويمرّ آخرهم فيقول (٢) : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف (٣) في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض ، حتى يتركها كالزلقة (٤) ، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرك (٥) ، وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرّسل حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي ألفا من الناس ، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون [فيها](٦) تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة».
[١٣٧٨] وبهذا الإسناد حدثنا مسلم بن الحجاج ثنا علي بن حجر السعدي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله : «لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر (٧) وهو جبل بيت المقدس ، فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما».
وقال وهب : إنهم يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ، ثم يأكلون الخشب والشجر ، ومن ظفروا به من الناس ، ولا يقدرون أن يأتوا مكة ولا المدينة ولا بيت المقدس.
[١٣٧٩] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٨) المليحي أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف
__________________
[١٣٧٨] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.
ـ وهو في «شرح السنة» بإثر ٤١٥٦ بهذا الإسناد.
ـ وفي «صحيح مسلم» ٢٩٣٧ عن علي بن حجر السعدي به.
[١٣٧٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، أحمد هو ابن حفص بن عبد الله بن راشد السلمي ، إبراهيم هو ابن طهمان ، قتادة هو ابن دعامة.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ١٥٩٣ عن أحمد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٧ و ٤٨ و ٦٤ وابن خزيمة ٢٥٠٧ والحاكم ٤ / ٤٥٣ من طريق أبا بن يزيد عن قتادة به.
ـ وأخرجه أبو يعلى ١٠٣٠ وأحمد ٣ / ٢٧ ـ ٢٨ وابن خزيمة ٢٥٠٧ وابن حبان ٦٨٣٢ من طريق عمران القطان عن قتادة به.
(١) تصحف في المطبوع «لا بد» وفي المخطوط «لا يؤذن».
(٢) في المطبوع «فيقولون».
(٣) النغف : دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، والواحدة نغفة.
(٤) في المطبوع «كالزلفة».
(٥) في المطبوع «ثمرتك».
(٦) سقط من المطبوع.
(٧) كذا في المطبوع و «شرح السنة» والخمر هنا : الشجر الملتف الذي يستر من فيه ، وقع في المخطوط «الجمر».
(٨) زيادة عن المخطوط.