السين ووافق حمزة والكسائي في (سَدًّا) وقرأ الباقون بضم السين وفي [سورة](١) يس (سَدًّا) بالفتح حمزة [والكسائي](٢) وحفص ، وقرأ الباقون بالضم ، منهم من قال هما لغتان معناهما واحد. وقال عكرمة : ما كان من صنعة بني آدم فهو السد بالفتح ، وما كان من صنع الله فهو سد بالضم. وقاله أبو عمرو. وقيل : السد بالفتح مصدر وبالضم اسم ، وهما هنا جبلان سدّ ذو القرنين ما بينهما حاجزا بين يأجوج ومأجوج ومن ورائهم. (وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً) يعني : أمام السدين. (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ، قرأ حمزة والكسائي (يَفْقَهُونَ) بضم الياء وكسر القاف على معنى لا يفهمون غيرهم قولا ، وقرأ الآخرون بفتح الياء والقاف ، أي لا يفهمون كلام غيرهم ، قال ابن عباس : لا يفهمون كلام أحد ولا يفهم الناس كلامهم.
(قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ) فإن قيل : كيف قالوا ذلك وهم لا يفهمون؟ قيل : تكلم (٣) عنهم مترجم ، دليله قراءة ابن مسعود : «لا يكادون يفقهون قولا قال الذين من دونهم يا ذا القرنين» (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) ، قرأهما عاصم مهموزين ، و [قرأ](٤) الآخرون بغير همز ، وهما لغتان أصلهما من أجيج النار ، وهو ضوؤها وشررها ، شبهوا به لكثرتهم وشدتهم ، وقيل : بالهمز من أجيج النار وبترك الهمز اسمان أعجميان ، مثل هاروت وماروت ، وهم من أولاد يافث بن نوح. قال الضحاك : هم جيل من الترك. قال السدي : الترك سرية من يأجوج ومأجوج ، خرجت فضرب ذو القرنين السد ، فبقيت خارجة ، فجميع الترك منهم. وعن قتادة : أنهم اثنتان وعشرون قبيلة ، بنى ذو القرنين السدّ على إحدى وعشرين قبيلة فبقيت قبيلة واحدة فهم الترك ، سموا الترك لأنهم تركوا خارجين. قال أهل التواريخ : أولاد نوح ثلاثة سام وحام ويافث ، فسام أبو العرب والعجم والروم ، وحام أبو الحبشة والزنج والنوبة ، ويافث أبو الترك والخزر والصقالبة ، ويأجوج ومأجوج قال ابن عباس في رواية عطاء : هم عشرة أجزاء وولد آدم كلهم جزء.
[١٣٧٥] م وروي عن حذيفة مرفوعا : إن يأجوج [أمة](٥) ومأجوج أمة ، كل أمة [أربعمائة](٦) أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه ، كلهم قد حمل السلاح وهم من ولد آدم ، يسيرون إلى خراب الدنيا. قلت (٧) : [يا رسول الله صفهم لنا ، قال](٨) : «هم ثلاثة أصناف صنف منهم أمثال الأرز شجر
__________________
[١٣٧٥] ـ م أخرجه ابن عدي في «الكامل» ٦ / ١٦٩ والطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» ٨ / ٦ (١٢٥٧٢) من حديث حذيفة وفيه محمد بن إسحاق العكاشي قال ابن عدي : أحاديث كلها مناكير موضوعة وقال الهيثمي : وفيه يحيى بن سعيد القطان وهو ضعيف.
وفي الباب من حديث ابن مسعود عند ابن حبان ٦٨٢٨ بلفظ «إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم من الذرية لصلبه ألفا من الذرية وإن من وراءهم أمما ثلاثا .....» وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي قد اختلط ، وللحديث شواهد أخرى انظر «الكشاف» ٦٥١ بتخريجي.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع و ـ ط «كلم».
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «أربعة آلاف» والمثبت عن المخطوط وكتب التخريج.
(٧) في المطبوع و ـ ب ـ «وقيل» وفي «ط» قيل وفي ـ أ ـ «وقال» والمثبت عن كتب التخريج.
(٨) زيادة عن كتب التخريج.