لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (٣٠) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٣١))
(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ، ابتداء ، [وقوله](١) (طُوبى لَهُمْ) خبره ، واختلفوا في تفسير (طُوبى) ، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما : فرح لهم وقرّة عين.
وقال عكرمة : نعم مآلهم. وقال قتادة : حسنى لهم. وقال معمر عن قتادة : هذه كلمة عربية يقول الرجل للرجل : طوبى لك أي أصبت خيرا.
وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة. قال الفراء : أصله من الطيب والواو فيه لضمة الطاء وفيه لغتان ، تقول العرب : طوباك وطوبى لك أي لهم الطيب. (وَحُسْنُ مَآبٍ) أي : حسن المنقلب.
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : طوبى اسم الجنة بالحبشية. وقال الربيع : هو البستان بلغة الهند.
وروي عن أبي أمامة وأبي هريرة وأبي الدرداء قال : طوبى شجرة في الجنة تظل الجنان كلها [من كبرها](٢). وقال عبيد بن عمير : هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صلىاللهعليهوسلم ، وفي كل دار وغرفة غصن منها لم يخلق الله لونا ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد ، ولم يخلق الله تعالى فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها ، ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل.
وقال مقاتل : كل ورقة منها تظلّ أمة عليها ملك يسبح الله عزوجل بأنواع التسبيح.
[١٢٠٤] وروي عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما طوبى؟ قال : «شجرة في الجنة ظلها مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها».
[١٢٠٥] وعن معاوية بن قرة عن أبيه يرفعه : «طوبى شجرة غرسها الله تعالى بيده ، ونفخ فيها من روحه ، تنبت الحلي (٣) والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة».
[١٢٠٦] أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا محمد بن أحمد بن الحارث أنا محمد بن يعقوب الكسائي
__________________
[١٢٠٤] ـ أخرجه أحمد ٣ / ٧١ وأبو يعلى ١٣٧٤ والخطيب في «تاريخه» ٤ / ٩١ من طريقين عن ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري به.
ـ وأخرجه ابن أبي داود في «البعث» ٦٨ والطبري ٢٠٣٩٤ من طريق عمرو بن الحارث عن دراج بالإسناد السابق ، وهذا إسناد ضعيف ، لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم.
ـ وله شواهد موقوفة ، لكن لا يحتج بشيء من ذلك ، لأن ظاهر الآية لا يدل على أن المراد بذلك شجرة.
[١٢٠٥] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٢٠٣٩٣ بإسناد ضعيف لضعف فرات بن أبي الفرات ، والفقرة الأولى والثانية منه منكرة.
[١٢٠٦] ـ إسناده ضعيف ، فيه زياد مولى بني مخزوم ، قال عنه ابن معين : لا شيء رواه المصنف من طريق ابن المبارك ، وهو في ـ
(١) زيد في المطبوع وحده.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المخطوط «بالحلي» والمثبت هو الصواب.