قال : «من أكلّ ثوما ، أو بصلا فليعتزلنا ، أو ليعتزل مسجدنا ، وليقعد في بيته» (١). وما روي عن خالد بن الوليد بن المغيرة أنّه دخل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت ميمونة زوج النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فأتي بضبّ محنوذ ، فأهوى إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده ، فقال بعض النّسوة اللاتي في بيت ميمونة : أخبروا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما يريد أن يأكلّ منه ، فقيل : هو ضبّ يا رسول الله ، فرفع يده ، فقلت : أحرام هو يا رسول الله؟ فقال : لا ؛ ولكنه لم يكن بأرض قومي ، فأجدني أعافه. قال خالد : فاجتررته فأكلته ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر» (٢).
ولقد «كان صلىاللهعليهوسلم يمزح ولا يقول إلّا حقا» (٣) ، وروى البخاري عن اسامة بن زيد قال : كنّا عند النّبي صلىاللهعليهوسلم ، فأرسلت إليه إحدى بناته ، تدعوه ، وتخبره أنّ صبيا لها ، أو ابنا لها في الموت ، فقال للرسول : ارجع إليها فأخبرها أنّ لله ما أخذ ، وله ما
__________________
(١) انظر ، صحيح البخاري : ١ / ٢٩٢ ح ٨١٧ و : ٦ / ٢٦٧٨ ح ٦٩٢٦ ، صحيح مسلم : ١ / ٣٩٤ ح ٥٦٤ ، مسند أحمد : ٣ / ٤٠٠ ح ١٥٣٢٧ ، المصنّف لعبد الرّزاق : ١ / ٤٤٦ ح ١٧٤١ ، السّنن الكبرى : ٤ / ١٥٨ ح ٦٦٧٩ ، سنن أبي داود : ٣ / ٣٦٠ ح ٣٨٢٢ ، سنن البيهقي الكبرى : ٧ / ٥٠ ح ١٣١٠٨ ، صحيح ابن خزيمة : ٣ / ٨٣ ح ١٦٦٤.
(٢) انظر ، موطأ مالك : ٢ / ٩٦٨ ح ١٧٣٨ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٥٤٣ ح ١٩٤٥ ، صحيح البخاري : ٥ / ٢٠٦٢ ح ٥٠٨٥ و ٥٢١٧ ، صحيح ابن حبّان : ١٢ / ٦٩ ح ٥٢٦٣ و ٥٢٦٧ ، سنن البيهقي الكبرى : ٩ / ٣٢٣ ، مسند الشّافعي : ١ / ١٦٨ ، سنن أبي داود : ٣ / ٢٥٣ ح ٣٧٩٤ ، مسند أحمد : ٤ / ٨٨ ، المعجم الكبير : ٤ / ١٠٧ ح ٣٨١٦.
(٣) انظر ، تهذيب الأسماء : ١ / ٥٧ ، شرح اصول الكافي : ٩ / ٣٩٨ ، تأويل مختلف الحديث : ١ / ٢٩٣ ، سنن التّرمذي : كتاب البر ، باب المزاح ، بحار الأنوار : ١٦ / ٢٩٤ ، فيض القدير : ٥ / ٢٦٥ ، مستدرك الوسائل : ٨ / ٤٠٩ ، المغني لابن قدامة : ١١ / ٣٤٤ ، مناقب آل أبي طالب : ١ / ١٢٨ ، كشف القناع : ٥ / ٣٦٩ ، ، شرح مئة كلمة لابن ميثم البحراني : ١٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٦ / ٦٠ ، عوالي اللئالي : ١ / ٦٩.