الصفحه ٦١٥ : ، وهو كذلك ، ولكنه بعيد أن يكون هو المراد ، إذ العمل
بلا نيّة ، أو على الغفلة لا خير فيه ، والنّيّة
الصفحه ٦١٧ :
طالما ألحّ الأخلاقيون المسلمون ، حتّى فقهاء العبادات ـ على هذه الفكرة ،
كما أنّ القولة المتواترة
الصفحه ٦١٩ :
مقبول عن ضعفه.
ولنستفد في هذه
النّقطة من الطّريقة الّتي حكم بها القرآن على بعض المتخلفين عن
الصفحه ٦٣٣ :
الإنسان أنّ غرضه منوط بفعل من الأفعال فلا يتوجه نحوه قصده ، وذلك مما لا يقدر
على اعتقاده في كلّ
الصفحه ٦٣٦ : نستريح في هدوء على هذا الحدّ ، كأنّه لا يقبل التّجاوز بحال. فإذا
ما ارتضينا هذه الوقفة ، واستطالت قليلا
الصفحه ٦٥٨ :
بهذا؟» (١).
أمّا الغزالي
فسيكون أشدّ وضوحا ، ومباشرة ، وهو يقول : «وأمّا الطّاعة على نيّة إجلال
الصفحه ٦٦٥ : المجال ، فكلنا نعلم كم كان حريصا
على نجاح رسالته ، وكم كان يدعو الله أن يمنح أمّته الإيمان ، ويهديها سوا
الصفحه ٦٧٤ : ، ووصاياه.
ولقد رأينا أنّ هذا النّوع من التّلقائية ليست له قيمة أخلاقية. على حين أنّ فكرة
طاعة الله لا تخلو
الصفحه ٦٧٨ : جميع نواحي التّشريع القرآني فحسب ، ولكنا نجدها عند
الحديث عن النّيّة ، على وجه التّحديد ، معبرا عنها
الصفحه ٦٨٠ : مقابل المجموعة الثّالثة بخاصة).
ولكن يجب علاوة
على هذا أن يكون الوعي بهذا الجواز شرطا «يكيف» حركة
الصفحه ٦٨٦ :
وعوقبت ، فهل في ذلك غير العدالة؟. ولكن شتان ما بين أن نعين لأعمالنا
عاقبتها ، وأن نقترح على
الصفحه ٦٨٧ : ، إن لم يكن شجعه على نحو ما
بمجرد التّبشير بالمجازاة.
ولا ريب أنّه
لم يقل مطلقا : أدوا واجباتكم
الصفحه ٦٨٩ : أكبر بكثير من فرص نجاحه ، غير أنّ الإنسان يوافق عليها
، ويرتضيها إلى حدّ التّضحية العليا ، بفضل الثّقة
الصفحه ٦٩٤ : الموضوع المراد ، مستقلة عن الشّرع
، بل بناء على موافقة ضمنية على الأقل بأنّ تتابع السّعي في هذا الموضوع
الصفحه ٦٩٦ : صاحب المسلم ، ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السّبيل» (١). ولعلنا نتذكر هنا ما سبق من قوله عليه