سورة الطارق
مكية وهي سبع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (٤) فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) (٧)
١ ـ ٤ ـ (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ) عظّم قدر السماء في أعين الخلق لكونها معدن رزقهم ، وسكن (١) ملائكته ، وفيها خلق الجنة فأقسم بها وبالطارق ، والمراد جنس النجوم ، أو جنس الشهب التي يرجم بها لعظم منفعتها ، ثم فسره بالنجم الثاقب أي المضيء ، كأنه يثقب الظلام بضوئه فينفذ فيه ، ووصف بالطارق لأنه يبدو بالليل كما يقال للآتي ليلا طارق ، أو لأنه يطرق الجنيّ أي يصكه ، وجواب القسم (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) لأن لمّا إن كانت مشددة بمعنى إلا ، كقراءة عاصم وحمزة وابن عامر ، فتكون إن نافية ، أي ما كلّ نفس إلّا عليها حافظ ، وإن كانت مخففة كقراءة غيرهم فتكون إن مخففة من الثقيلة ، أي إن كلّ نفس لعليها حافظ يحفظها من الآفات ، أو يحفظ عملها ورزقها وأجلها فإذا استوفى ذلك مات ، وقيل هو كاتب الأعمال ، فما زائدة واللام فارقة بين الثقيلة والخفيفة ، وحافظ مبتدأ وعليها الخبر ، والجملة خبر كل ، وأيتهما كانت فهي مما يتلقى به القسم.
٥ ـ ٧ ـ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) لما ذكر أنّ على كلّ نفس حافظا أمره بالنظر في
__________________
(١) في (ز) ومسكن.