(إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (٢٢) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) (٢٦)
بغير أكف من غيب إلى عبد (شَراباً طَهُوراً) ليس برجس كخمر الدنيا لأن كونها رجسا بالشرع لا بالعقل ولا تكليف ثمّ ، أو لأنه لم يعصر فتمسه الأيدي الوضرة (١) وتدوسه الأقدام الدّنسة. يقال لأهل الجنة :
٢٢ ـ (إِنَّ هذا) النعيم (كانَ لَكُمْ جَزاءً) لأعمالكم (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً) محمودا مقبولا مرضيّا عندنا حيث قلتم للمسكين واليتيم والأسير لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.
٢٣ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً) تكرير الضمير بعد إيقاعه اسما لإن تأكيد بعد تأكيد لمعنى اختصاص الله بالتنزيل ليستقرّ في نفس النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه إذا كان هو المنزّل لم يكن تنزيله مفرقا إلا حكمة وصوابا ، ومن الحكمة الأمر بالمصابرة.
٢٤ ـ (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) عليك بتبليغ الرسالة واحتمال الأذية ، وتأخير نصرتك على أعدائك من أهل مكة (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) من الكفرة للضّجر من تأخر (٢) الظفر (آثِماً) راكبا لما هو (٣) إثم داعيا لك إليه (أَوْ كَفُوراً) فاعلا لما هو كفر ، داعيا لك إليه ، لأنهم إمّا أن يدعوه إلى مساعدتهم على فعل ما هو إثم أو كفر أو غير إثم ولا كفر فنهي أن يساعدهم على الأوّلين دون الثالث ، وقيل الآثم عتبة ، لأنه كان ركّابا للمآثم والفسوق. والكفور : الوليد لأنه كان غاليا في الكفر والجحود ، والظاهر أنّ المراد كلّ آثم وكافر ، أي لا تطع أحدهما ، وإذا نهي عن طاعة أحدهما لا بعينه فقد نهي عن طاعتهما معا ومتفرقا ، ولو كان بالواو لجاز أن يطيع أحدهما لأنّ الواو للجمع فيكون منهيّا عن طاعتهما معا لا عن طاعة أحدهما (٤) ، وقيل أو بمعنى ولا ، أي ولا تطع آثما ولا كفورا.
٢٥ ـ ٢٦ ـ (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) صلّ له (بُكْرَةً) صلاة الفجر (وَأَصِيلاً) صلاة
__________________
(١) الأيدي الوضرة : الوضر : وسخ الدسم أو اللبن أو غسالة السقاء والقصعة ونحوهما (القاموس ٢ / ١٥٤).
(٢) في (ز) تأخير.
(٣) في (ز) هوى.
(٤) زاد في (ز) وإذا نهي عن طاعة أحدهما لا بعينه كان عن طاعتهما جميعا أنهى.