(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (٧) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) (١٠)
غيره ، وقل عند ما يعروك من غير الله الله أكبر ، وروي أنه لما نزل قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (الله أكبر) (١) فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي ، وقد يحمل على تكبير الصلاة ، ودخلت الفاء لمعنى الشرط ، كأنه قيل وما كان فلا تدع تكبيره.
٤ ـ (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) بالماء من النجاسة لأنّ الصلاة لا تصحّ إلّا بها وهي الأولى في غير الصلاة ، أو فقصّر مخالفة للعرب في تطويلهم الثياب وجرّهم الذيول إذ لا يؤمن معه إصابة النجاسة ، أو طهر نفسك مما يستقذر من الأفعال ، يقال فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ، وفلان دنس الثياب للغادر ، ولأنّ من طهّر باطنه يطهر ظاهره ظاهرا.
٥ ـ (وَالرُّجْزَ) بضم الراء يعقوب وسهل وحفص ، وغيرهم بالكسر العذاب ، والمراد ما يؤدي إليه (فَاهْجُرْ) أي اثبت على هجره لأنه كان بريئا منه.
٦ ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) بالرفع ، وهو منصوب المحل على الحال ، أي لا تعط مستكبرا رائيا لما تعطيه كثيرا ، أو طالبا أكثر مما أعطيت فإنك مأمور بأجلّ الأخلاق وأشرف الآداب وهو من منّ عليه إذا أنعم عليه. وقرأ الحسن تستكثر بالسكون جوابا للنهي.
٧ ـ (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) ولوجه الله فاستعمل الصبر على أوامره ونواهيه ، وكلّ مصبور عليه ومصبور عنه.
٨ ـ ١٠ ـ (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) نفخ في الصّور ، وهي النفخة الأولى ، وقيل الثانية (فَذلِكَ) إشارة إلى وقت النقر ، وهو مبتدأ (يَوْمَئِذٍ) مرفوع المحلّ بدل من ذلك (يَوْمٌ عَسِيرٌ) خبر كأنه قيل فيوم النقر يوم عسير ، والفاء في فإذا للتسبيب ، وفي فذلك للجزاء ، كأنه قيل اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم ، وتلقى عاقبة صبرك عليه ، والعامل في فإذا ما دلّ عليه الجزاء أي فإذا نقر في الناقور عسر الأمر (عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) وأكّد بقوله غير يسير ليؤذن بأنه يسير على المؤمنين ، أو عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا كما يرجى تيسير العسير من أمور الدنيا.
__________________
(١) كنز العمال ، ١ / ١٤٩١.