ابن عمر رضي الله عنهما : ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله (١) (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) كرر الأمر بالتيسير لشدة احتياطهم (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) المفروضة (وَآتُوا الزَّكاةَ) الواجبة (وَأَقْرِضُوا اللهَ) بالنوافل. والقرض لغة : القطع ، فالمقرض يقطع ذلك القدر من ماله فيدفعه إلى غيره ، وكذا المتصدق يقطع ذلك القدر من ماله فيجعله لله تعالى ، وإنما أضافه إلى نفسه لئلا يمنّ على الفقير فيما يتصدق عليه (٢) ، وهذا لأن الفقير معاون له في تلك القربة فلا يكون له عليه منّة بل المنة للفقير عليه (قَرْضاً حَسَناً) من الحلال بالاخلاص (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ) أي ثوابه ، وهو جزاء الشرط (عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) مما خلفتم وتركتم ، فالمفعول الثاني لتجدوه خيرا ، وهو فصل ، وجاز وإن لم يقع بين معرفتين لأنّ أفعل من أشبه المعرفة لامتناعه من حرف التعريف (وَأَعْظَمَ أَجْراً) وأجزل ثوابا (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) من السيئات والتقصير في الحسنات (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يستر على أهل الذنب والتقصير (رَحِيمٌ) يخفف عن أهل الجهد والتوفيق (٣).
__________________
(١) الثعلبي والبيهقي في الشعب.
(٢) في (ز) تصدق به عليه.
(٣) في (ظ) و (ز) والتوفير ، وزاد في (ز) وهو على ما يشاء قدير والله أعلم.