(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٥٢)
وتضرب رقبته ، وخصّ اليمين لأنّ القتّال إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشدّ على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه ، ومعنى لأخذنا منه باليمين لأخذنا بيمينه ، وكذا (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) لقطعنا وتينه ، وهو نياط القلب إذا قطع مات صاحبه (فَما مِنْكُمْ) الخطاب للناس أو للمسلمين (مِنْ أَحَدٍ) من زائدة (عَنْهُ) عن قتل محمد ، وجمع (حاجِزِينَ) وإن كان وصف أحد لأنه في معنى الجماعة ، ومنه قوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (١).
٤٨ ـ ٥٢ ـ (وَإِنَّهُ) وإنّ القرآن (لَتَذْكِرَةٌ) لعظة (لِلْمُتَّقِينَ. وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ. وَإِنَّهُ) وإنّ القرآن (لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) به المكذبين له إذا رأوا ثواب المصدّقين به (وَإِنَّهُ) وإنّ القرآن (لَحَقُّ الْيَقِينِ) لعين اليقين ومحض اليقين (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) فسبح الله بذكر اسمه العظيم ، وهو قوله : (سُبْحانَ اللهِ) (٢).
__________________
(١) البقرة ، ٢ / ٢٨٥.
(٢) المؤمنون ، ٢٣ / ٩١. القصص ، ٢٨ / ٦٨. الصافات ، ٣٧ / ١٥٩. الطور ، ٥٢ / ٤٣. الحشر ، ٥٩ / ٢٣.