(وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) (٥٢)
يمرّ به شيء فيقول فيه : لم أر كاليوم مثله إلا هلك ، فأريد بعض العيّانين على أن يقول في رسول الله مثل ذلك ، فقال : لم أر كاليوم مثله رجلا فعصمه الله من ذلك ، وفي الحديث : (العين حق) (١) و (إنّ العين لتدخل الجمل القدر والرجل القبر) (٢). وعن الحسن : رقية العين هذه الآية (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) القرآن (وَيَقُولُونَ) حسدا على ما أوتيت من النبوة (إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) إنّ محمدا لمجنون حيرة في أمره وتنفيرا عنه.
٥٢ ـ (وَما هُوَ) أي القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) وعظ (لِلْعالَمِينَ) للجنّ والإنس ، يعني أنهم جننوه لأجل القرآن ، وما القرآن إلا موعظة للعالمين ، فكيف يجنّن من جاء بمثله ، وقيل لما سمعوا الذكر أي ذكره عليهالسلام ، وما هو أي محمد عليهالسلام إلا ذكر شرف للعالمين فكيف ينسب إليه الجنون؟ (٣).
__________________
(١) كنز العمال ، ٦ / ١٧٦٥٦.
(٢) كنز العمال ، ٦ / ١٧٦٦٠.
(٣) زاد في (ز) والله أعلم.