وأبو عمرو (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) ظاهره تشبيه كونهم أنصارا بقول عيسى من أنصاري إلى الله ، ولكنه محمول على المعنى ، أي كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى الله؟ ومعناه من جندي ، متوجها إلى نصرة الله ليطابق جواب الحواريين ، وهو قوله (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) أي نحن الذين ينصرون الله ، ومعنى من أنصاري من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله ، والحواريون أصفياؤه ، وهم أول من آمن به ، وكانوا اثني عشر رجلا ، وحواري الرجل صفيّه ، وخالصه ، من الحور وهو البياض الخالص ، وقيل كانوا قصّارين يحوّرون الثياب أي يبيّضونها (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بعيسى (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) به (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ) فقوّينا مؤمنيهم على كفارهم (فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) فغلبوا عليهم ، والله ولي المؤمنين (١).
__________________
(١) زاد في (ز) والله أعلم.