(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (٧٨)
٧٤ ـ ٧٥ ـ (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ) قبل أصحاب الجنتين ، ودلّ عليهم ذكر الجنتين (وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
٧٦ ـ ٧٧ ـ (مُتَّكِئِينَ) نصب على الاختصاص (عَلى رَفْرَفٍ) هو كلّ ثوب عريض ، وقيل الوسائد (خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ) ديباج أو طنافس (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) وإنما تقاصرت صفات هاتين الجنتين عن الأوليين حتى قيل ومن دونهما لأنّ مدهامتان دون ذواتا أفنان ، ونضّاختان دون تجريان ، وفاكهة دون كلّ فاكهة ، وكذلك صفة الحور والمتّكأ.
٧٨ ـ (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ) ذي العظمة. ذو الجلال شامي صفة للاسم (وَالْإِكْرامِ) لأوليائه بالإنعام ، روى جابر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ سورة الرحمن فقال : (ما لي أراكم سكوتا! الجنّ كانوا أحسن منكم ردا ما أتيت على قول الله فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا : ولا بشيء من نعمك ربّنا نكذب فلك الحمد ولك الشكر) (١). وكرّرت هذه الآية في هذه السورة إحدى وثلاثين مرة ، ذكر ثمانية منها عقيب (٢) آيات فيها تعداد عجائب خلق الله ، وبدائع صنعه ، ومبدأ الخلق ومعادهم ، ثم سبعة منها عقيب آيات فيها ذكر النار ، وشدائدها على عدد أبواب جهنم ، وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين وأهلهما على عدد أبواب الجنة ، وثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما ، فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها فتحت له أبواب الجنة وأغلقت عنه أبواب جهنم (٣).
__________________
(١) كنز العمال ، ١ / ٢٨٢٣ ، ٢ / ٤١٤٦.
(٢) في (ز) عقب في المرتين.
(٣) زاد في (ظ) والله أعلم ، وفي (ز) نعوذ بالله منها ، والله أعلم.