(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (٣٤) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ)(٤٠)
٣٣ ـ (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ) اختلقه محمد من تلقاء نفسه (بَلْ) ردّ عليهم ، أي ليس الأمر كما زعموا (لا يُؤْمِنُونَ) فلكفرهم وعنادهم يرمون بهذه المطاعن مع علمهم ببطلان قولهم ، وأنه ليس بمتقوّل لعجز العرب عنه ، وما محمد إلا واحد من العرب.
٣٤ ـ (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ) مختلق (مِثْلِهِ) مثل القرآن (إِنْ كانُوا صادِقِينَ) في أنّ محمدا تقوّله من تلقاء نفسه لأنه بلسانهم وهم فصحاء.
٣٥ ـ (أَمْ خُلِقُوا) أم أحدثوا وقدّروا التقدير الذي عليه فطرتهم (مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) من غير مقدّر (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) أم هم الذين خلقوا أنفسهم حيث لا يعبدون الخالق ، وقيل أخلقوا من أجل لا شيء من جزاء ولا حساب أم هم الخالقون فلا يأتمرون.
٣٦ ـ (أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) فلا يعبدون خالقهما (بَلْ لا يُوقِنُونَ) أي لا يتدبرون في الآيات ، فيعلموا خالقهم وخالق السماوات والأرض.
٣٧ ـ (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ) من النبوة والرزق وغيرهما ، فيخصّوا من شاؤوا بما شاؤوا (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) الأرباب الغالبون حتى يدبروا أمر الربوبية ويبنوا الأمور على مشيئتهم. وبالسين مكي وشامي.
٣٨ ـ (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ) منصوب يرتقون به إلى السماء (يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) كلام الملائكة وما يوحى إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن ، من يتقدم (١) هلاكه على هلاكهم وظفرهم في العاقبة دونه كما يزعمون ، قال الزّجّاج : يستمعون فيه أي عليه (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) بحجة واضحة يصدّق استماع مستمعهم.
٣٩ ـ (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) ثم سفّه أحلامهم حيث اختاروا لله ما يكرهون وهم حكماء عند أنفسهم.
٤٠ ـ (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً) على التبليغ والإنذار (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) المغرم أن
__________________
(١) في (ظ) و (ز) تقدم.