(وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (٦) وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (١١) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (١٣)
٦ ـ (وَإِنَّ الدِّينَ) الجزاء على الأعمال (لَواقِعٌ) لكائن.
٧ ـ (وَالسَّماءِ) هذا قسم آخر (ذاتِ الْحُبُكِ) الطرائق الحسنة مثل ما يظهر على الماء من هبوب الريح ، وكذلك حبك الشعر آثار تثنّيه وتكسّره جمع حبيكة كطريقة وطرق ، ويقال إنّ خلقة السماء كذلك ، وعن الحسن : حبكها نجومها جمع حباك.
٨ ـ (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) أي قولهم في الرسول ساحر وشاعر ومجنون ، وفي القرآن سحر وشعر وأساطير الأولين.
٩ ـ (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) الضمير للقرآن ، أو الرسول ، أي يصرف عنه من صرف ، الصرف الذي لا صرف أشدّ منه وأعظم ، أو يصرف عنه من صرف في سابق علم الله ، أي علم فيما لم يزل أنه مأفوك عن الحق لا يرعوي ، ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون ، أو للدين ، أقسم بالذاريات على أنّ وقوع أمر القيامة حقّ ، ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه ، فمنهم شاكّ ومنهم جاحد ، ثم قال يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو مأفوك.
١٠ ـ (قُتِلَ) لعن ، وأصله الدعاء بالقتل والهلاك ، ثم جرى مجرى لعن (الْخَرَّاصُونَ) الكذّابون المقدّرون ما لا يصحّ ، وهم أصحاب القول المختلف ، واللام إشارة إليهم ، كأنه قيل قتل هؤلاء الخرّاصون.
١١ ـ (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ) في جهل يغمرهم (ساهُونَ) غافلون عما أمروا به.
١٢ ـ (يَسْئَلُونَ) فيقولون (أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ) أي متى يوم الجزاء ، وتقديره أيّان وقوع يوم الدين ، لأنه إنما تقع الأحيان ظروفا للحدثان.
وانتصب اليوم الواقع في الجواب بفعل مضمر دلّ عليه السؤال ، أي يقع :
١٣ ـ (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) ويجوز أن يكون مفتوحا لإضافته إلى غير متمكن ، وهو الجملة ومحلّه نصب بالمضمر الذي هو يقع ، أو رفع على هو يوم هم على النار يفتنون أي يحرقون (١).
__________________
(١) في (ظ) و (ز) يفتنون يحرقون ويعذبون.