(وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (٤٨) لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ) (٤٩)
المسؤول أن يقول الله يعلم ذلك (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ) مدني وشامي وحفص ، غيرهم بغير ألف (مِنْ أَكْمامِها) أوعيتها قبل أن تنشقّ ، جمع كمّ (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) حملها (وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) أي ما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به ، يعلم عدد أيام الحمل وساعته (١) وأحواله من الخداج (٢) والتمام والذكورة والأنوثة والحسن والقبح وغير ذلك (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي) أضافهم إلى نفسه على زعمهم ، وبيانه في قوله : أين شركائي ، الذين زعمتم ، وفيه تهكم وتقريع (قالُوا آذَنَّاكَ) أعلمناك ، وقيل أخبرناك وهو الأظهر إذ الله تعالى كان عالما بذلك ، وإعلام العالم محال ، أما الإخبار للعالم بالشيء فيتحقق بما علم به ، إلّا أن يكون المعنى إنك علمت من قلوبنا الآن إنا لنشهد تلك الشهادة الباطلة ، لأنه إذا علمه من نفوسهم فكأنهم أعلموه (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) أي ما منّا أحد (٣) يشهد بأنّ لك شريكا ، وما منّا إلا من هو موحّد لك ، أو ما منّا من أحد يشاهدهم لأنهم ضلّوا عنهم وضلّت عنهم آلهتهم لا يبصرونها في ساعة التوبيخ ، وقيل هو كلام الشركاء ، أي ما منّا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة.
٤٨ ـ (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ) يعبدون (مِنْ قَبْلُ) في الدنيا (وَظَنُّوا) وأيقنوا (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) مهرب.
٤٩ ـ (لا يَسْأَمُ) لا يملّ (الْإِنْسانُ) الكافر ، بدليل قوله : (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) (٤) (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) من طلب السعة في المال والنعمة ، والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) الفقر (فَيَؤُسٌ) من الخير (قَنُوطٌ) من الرحمة ، بولغ فيه من طريقين ، من طريق بناء فعول ومن طريق التكرير ، والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر ، أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه ، وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى : (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (٥).
__________________
(١) في (ظ) و (ز) ساعاته.
(٢) الخداج : النقصان ، والخديج إذا ولد قبل تمام الأيام وإن كان تام الخلق.
(٣) زاد في (ظ) و (ز) اليوم.
(٤) الكهف ، ١٨ / ٣٦.
(٥) يوسف ، ١٢ / ٨٧.