(وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٣٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (٣٧)
(يَدْخُلُونَها) أي الفرق الثلاثة ، يدخلونها أبو عمرو (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ) جمع أسورة جمع سوار (مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) أي من ذهب مرصع باللؤلؤ ، ولؤلؤا بالنصب والهمزة نافع وحفص عطفا على محلّ من أساور ، أي يحلّون أساور ولؤلؤا (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) لما فيه من اللذة والزينة.
٣٤ ـ (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) خوف النار ، أو خوف الموت ، أو هموم الدنيا (إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ) يغفر الجنايات وإن كثرت (شَكُورٌ) يقبل الطاعات وإن قلّت.
٣٥ ـ (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ) أي الإقامة لا نبرح منها ولا نفارقها ، يقال أقمت إقامة ومقاما ومقامة (مِنْ فَضْلِهِ) من عطائه وإفضاله لا باستحقاقنا (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ) تعب ومشقة (وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) إعياء من التعب وفترة. وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي (١) لغوب بفتح اللام ، وهو شيء يلغب منه ، أي لا نتكلّف عملا يلغبنا.
٣٦ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) جواب النفي ، ونصبه بإضمار أن ، أي لا يقضى عليهم بموت ثان فيستريحوا (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) من عذاب نار جهنم (كَذلِكَ) مثل ذلك الجزاء (نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) يجزى كلّ (٢) أبو عمرو.
٣٧ ـ (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها) يستغيثون ، فهو يفتعلون من الصراخ ، وهو الصياح بجهد وشدة (٣) ، واستعمل في الاستغاثة لجهد المستغيث صوته (٤) (رَبَّنا) يقولون ربّنا
__________________
(١) أبو عبد الرحمن السلمي : هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة مقرىء الكوفة أخذ القراءة عنه عرضا عاصم بن أبي النجود وغيره مات عام ٧٤ ه (غاية النهاية ١ / ٤١٣).
(٢) زاد في (ظ) و (ز) كفور.
(٣) في (ظ) و (ز) بجهد ومشقة.
(٤) في (ظ) لجهد صوت المستغيث صوته ، وفي (ز) لجهر صوت المستغيث.