سورة المؤمنون
مكية وهي مائة وثمان وعشرة آية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (٢)
١ ـ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) قد نقيضة لمّا ، هي تثبت المتوقع ولمّا تنفيه ، وكان المؤمنون يتوقعون مثل هذه البشارة ، وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم ، فخوطبوا بما دلّ على ثبات ما توقعوه ، والفلاح الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب ، أي فازوا بما طلبوا ونجوا عما (١) هربوا ، والإيمان في اللغة التصديق ، والمؤمن المصدّق لغة ، وفي الشرع كلّ من نطق بالشهادتين مواطئا قلبه لسانه فهو مؤمن قال عليهالسلام : (خلق الله الجنة فقال لها : تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون ، ثلاثا ، أنا حرام على كل بخيل مراء) (٢) لأنه بالرياء أبطل العبادات البدنية وليس له عبادة مالية.
٢ ـ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) خائفون بالقلب ساكنون بالجوارح ، وقيل الخشوع في الصلاة جمع الهمة لها والإعراض عما سواها ، وأن لا يجاوز بصره مصلاه ، وأن لا يلتفت ولا يعبث ولا يسدل (٣) ولا يفرقع أصابعه ولا يقلّب الحصى ونحو ذلك ، وعن أبي الدرداء : هو إخلاص المقال ، وإعظام المقام ، واليقين التام ،
__________________
(١) في (ز) مما.
(٢) أخرج ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس نحوه ، وليس فيه : أنا حرام ... ، وأخرج ابن جرير نحوه وأتم منه.
(٣) سدل : أرخى ثوبه.